<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
اخبار وتقارير

التفاصيل المثيرة في رسالة الكاتب السياسي ابوبكر قشول إلى الصحفي مقراط عن الماضي والحاضر

(عدن توداي ) خاص

استلم الصحفي العميد علي منصور مقراط رئيس صحيفة الجيش رسالة من الكاتب السياسي ابوبكر قشول تضمنت محطات مختلفة من تاريخ شعبنا في الجنوب وتجربة الدولة آنذاك قد نختلف أو نتفق بما تضمنته رسالة الاخ قشول .لكن إيماننا بالراي والرأي الاخر ننشر كامل تفاصيلها دون تدخل فإلى رسالة ابوبكر قشول

العزيز الفاضل الصحفي
الأستاذ/علي منصور مقراط

سلامٌ من القلب الذي يكنّ لكم كل الود والمحبة والإحترام..

اعلمُ يقينا بأني لو ارسلت رسالتي هذه إلى أي إعلامي من إعلاميي الصرفة والإرتزاق وأرباب التطبيل، فلن يهتم ولن يقرأ حرفاً منها.. فهم مجرد أقلام رخيصة سُخّروا للتسبيح بحمد جلاديهم وناهبي اللقمة من أفواههم وبائعي أكفانهم..!!
لكني أرسلها إلى علي منصور (الإنسان.. المثقف.. المخلص.. المستوعب والعميق المحبة لوطنه..)
نحسبك كذلك ولا نزكي على الله احدا..

استاذي العزيز..
أنا مواطن بسيط جداً لا سلطة لي على احد، فقط اريد ان اتنفس، انا المعاناة التي يتكلمون باسمها،، انا الحياة التي يريدون ان يديروها وفقاً لمصالحهم السياسية و”التجارية”..
وأثق ثقة عالية في أخلاقكم وسعة صدركم..

اخي العزيز..
اتابع واقرأ كل ماتكتبون، ومما قرأت لكم مقال عن ذكرى 27 إبريل 1994..
ذكرتم فيه ان الخطأ الكبير الذي ارتكبه تيار مابعد يناير 86 هو عدم التسامح مع “الطرف المهزوم” وقواته النازحة إلى الشمال.. اتفق معك في هذا، لكن إنصافاً واحتراماً للحقيقة فإن تيار ماقبل يناير 86 (مجموعة علي ناصر) ارتكبت نفس الخطأ عندما لم تتسامح مع من سبقهم من الرموز الوطنية، المنفيين خارج البلاد، والذين أُخرجوا من ديارهم وأملاكهم وشُردوا بحجج وتهم لاتدل إلا على نفس الحماقة التي عوملوا بها من المتسلط الذي اتى بعدهم وحاربهم ونفاهم لنفس الحجج والتهم _مع اختلاف الأدوات والمسميات ..!

برغم ان نظام تيار ماقبل 86 ادعى الإنفتاح وتغيير مسار التوجه والتطبيع مع المحيط الجغرافي (السعودية ودول الخليج) إلا انه بهذه الخطوة قدم العربة على الحصان، كان يفترض بهم التوجه نحو معارضة الداخل، المنفيين ظُلماً وقهراً، وفتح حوار وطني وصادق معهم..
(مجموعة الشيخ عبدالله سالم الحميري والشيخ مقبل باعزب وعلي يسلم باعوضه وحسين عثمان عشال… وغيرهم من الرموز الذين لهم وزنهم وثقلهم السياسي والإجتماعي والعسكري والقبلي)
كل هؤلاء لم يكونوا ضد مصلحة البلد بل كانوا معارضين للنهج الخاطئ الذي انتهجه الرفاق بعد 67..وقد اثبتت كل الصراعات والأحداث و”الحماقات” التي ارتكبت في حق هذا البلد ان هؤلاء الرموز كانوا على صواب في معارضتهم..
والغريب انه _ برغم الإنفتاح والتغيير المزعوم _ استمر نظام ماقبل 86 في معاداتهم واستمر في توصيفهم بالتوصيفات البليدة التي لا علاقة لها بثقافتنا وعاداتنا واخلاقنا وديننا ( رجعيين، برجوازيين، امبرياليين، ثورات مضادة….. الخ!!)
فكانت لهم ردات فعل كأي معارضة لأي نظام في اي بلد في العالم..
ومن المُستغرب والمؤلم في نفس الوقت هو ان بعض الرموز السياسية التي تسلطت علينا في الماضي ومنهم الأخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد والدكتور مسدوس لايزالون يكتبون وينشرون ويقترحون وينظرون بأسلوب وفكر الوصي علينا إلى الآن..!!
رغم انهم صمّوا آذاننا بادعاءاتهم انهم قد قرأوا واستفادوا واستوعبوا وتعلموا من كل مامضى.. ولايبدو هذا اطلاقاً..!!
فمثلاً:
علي ناصر من آخر منشوراته منشور يتكلم فيه عن “عصابة دهمس والحميري وباعوضة” كما اسماها.. وهذا دليل واضح على ان الرجل لم يستوعب ولم يعتبر.. والا لكان على الأقل استحضر الخطأ وذكر انهم كانوا مخطئين في استمرار معارضتهم وعدائهم لهذه الرموز، وانه كان ينبغي فتح حوار صادق معهم، فهم ابناء هذا الوطن ايضاً ولهم الحق في العودة والعيش فيه بسلام وكرامة.

سلطة ماقبل 86 ارتكبت نفس الخطأ الكبير الذي عانت ولازال اتباعها يعانون منه الى اليوم..
اقول هذا مع اني في نظر _ قاصري الفكر والوعي _محسوب على “الزمرة”.. أنا لا ابغض احد ولا اكن العداء لأحد.. انا إنسان بسيط انتمي لهذه الأرض ولي حق العيش الكريم والآمن.. أنا كغيري من البسطاء نموت في اليوم الف مرة بسبب حماقاتهم وصراعاتهم وتناقضاتهم وعنصريتهم وانانيتهم واستئثارهم وحب الاستمرار في وصايتهم علينا..

أما سلطة الإنتقالي التي هي امتداد لتيار مابعد 86 فحدّث ولا حرج، فبعد احداث اغسطس 2019 اعلنوا بكل بلاده انهم مستعدين ولامانع لديهم للتطبيع مع اسرائيل ولم يحاولوا حتى التطبيع مع (الشيخ سالم) رغم التباين الشديد في الجغرافيا والمصلحة ودرء المفسدة..!!
هؤلاء موضوعهم اصعب ومستعصي..
فقد فرضوا واقع مؤلم جداً جداً..
فهم يمتلكون قوات مسلحة ورؤوسهم مشبعة بثقافة مقيتة وقاتلة.. وقد استمرأوا الفساد بأبشع صوره، واستمرأوا العيش كـ(طفيليات) على اشلاء وارزاق الأخرين.. ولاداعي للإسهاب في شرح افعالهم.. وانت خير العارفين بكل مايجري..

إذاً هي سلسلة حماقات تسببت في صراعات دامية اورثت عداء دائم، وتستدعي معالجات صادقة جداً ومخلصة جداً وعملية جداً جداً تلامس واقع المواطن، ومصالحة وطنية حقيقية مع كل الأطياف لكي يتسع الوطن للجميع كما يدّعون في احد شعاراتهم..

استاذي الفاضل..
الحماقة والغباء السياسي داء قديم جديد في بلدنا، واليوم قد زادوا الطين”طفشة”..
ويبدو ان هذه الأرض الطيبة قد ابتُليت بخُشبٌ مسنّدة تحكمها.. أناس اعتادوا على ان يتقيأون العسل وينفوه ويشتهون لعاب الكلب ويستبقوه..!!
وان كانت هناك مؤامرة على هذا الوطن والشعب فهم المتآمرون من خلال توجههم الخاطئ،، حتى تحالفاتهم كانت ولازالت عبارة عن تبعية مفرطة مع الأسى والأسف..!!

فإذا كانت هناك نوايا صادقة للإصلاح والتنمية فمصداقيتها تتلخص في الآتي:

1-
اعتراف كل الرموز السياسية من 67 بالفشل في إدارة البلد إدارة سليمة، وتحمل المسؤولية تجاه كل ماعانيناه ونعانيه، ومن ثم الصمت،، فمن شروط الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية “الصمت” ولاشيء غير الصمت.. وليتركوا الأرشفة والتوثيق والتأريخ وشرح المبررات وعرض بطولاتهم لغيرهم من الباحثين والمختصين..
ولا يكونوا كمن قال فيهم الأول:
“عجبتُ لإزراء العيي بنفسهِ
وصمت الذي قد كان بالقولِ أعلما
وفي الصمت سترٌ للعيي وإنما
صحيفة لُب المرءِ أن يتكلما”

2-
الإهتمام الصادق بالتعليم والكادر التعليمي النظيف الذي لم يتلوث.

3-
ترك الجيل الجديد “المتعلم الواعي منهم” ان يرسم ملامح مستقبله بنفسه دون وصاية من زعامات قديمة فشلت، وزعامات جديدة بحجم “بقعة”
أما بغير هذه العوامل الثلاثة فلن يستقر وطن ولن تتحقق تنمية ولن نتقدم خطوة واحدة..
لن يستقر الوطن بالصراعات وسفك الدماء والشعارات والهنجمة والتفحيط على البسطاء ونهب ارزاقهم.. ولن يستقر بالذكريات والمذكرات وشرح مبررات الفشل والتنظير والمقترحات..
فالوطن حيث تتوفر مقومات الحياة لا مسببات الموت..

المعذرة عزيزي فقد اطلت.. وفي الأخير وكما قلت سلفاً هذه رسالة من مواطن بسيط لاسلطة له على احد فقط يريد ان يتنفس.. اما انتم فلكم الصوت المسموع والباب المفتوح..

لك المعالي..
ولك كل الود والتقدير..

أبوبكر قشول
29 ابريل 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار