الحقيقة الغائبة!

عدن توداي
بقلم/محمد عادل العمري
لم تشهد مدينة عدن طوال تاريخها العميق، أي انحطاطٍ سياسيٍ أو إقتصاديٍّ أو معيشيٍّ أو قيميٍّ إلا في الفترة التي حُكمت من قبل طُغمة المثلث وزمرة أبين وشبوة، والمُعطيات تُؤكد ذلك؛ فخلال هذه الفترة.. عاشت الجوهرة عدن في وحشةٍ وغربةٍ عن خصوصيتها الساحرة، وأصالتها المعروفة، وحضارتها المشهورة، ومدنيتها المُتجّذرة، وفنّها وثقافتها النادرة المُتفردة ..
تعرّضت لكل أنواع الظلم والجور والظلام، والاقصاء والتهميش والحرمان!
عاملوها بقسوة وهي الرقيقة، نهبوها وسلبوها وهي العتيقة، دمّروها وهي مدينة الرقي والفنِّ والسلام!
لم يحترموا خصوصيتها، ولم يُبدو أي تقديرٍ لتاريخها وقِيمها ومجدها.. وما كان منهم إلا أن”أخذوها لحماً وتركوها عظماً”.
بدأها الرفاق في عام ١٩٨٦م قتلاً وتنكيلاً، وختمها “مُدعو الحرص والوطنية” عام ٢٠١٩م ظلماً وتدميرا؛ كانت عدن ضحية و -ساحة صراع- لحروبهم الغبية، ولبطشهم وعنادهم وأنانيتهم السمجة!
تحمّلت طيشهم، وبطشهم، وأمراضهم وعقدهم النفسية بكل سعة صدر، واعتبرتها أحداثاً عارضة طيبةً منها في أن يتغيّروا ويترفعوا عن سفاسف الأمور، ويكونوا رجال دولة، ويتركوا فيها أثراً جميلاً تُحسّن من تاريخهم القميء، وتُبيّض أفعالهم الشنيعة! لكن لا جدوى من عقليات تعشّشت بالغباء، وألِفت ثقافة القتل وسفك الدماء، لا ترى إلا بعينٍ واحدة، ونظرةٍ قاصرة ..وقاعدتهم الدبلوماسية لا تخرج من قول.. [ إما أن تكون معي أو فأنت خائن وتستحق الموت!]
عدن التي كانت جنّةُ الأرض، جوهرةُ اليمن، دُرّة البحر، لُؤلؤة الجزيرة، مدينة الفن، أرض السلام، أضحت اليوم عجوزاً قبيحة، جريحةً مريضة، مكلومةً حزينة، غائبةً عنها الحياة، منزوعةً من الأمان، بفعل تحكم الهمجيين من مناطق المثلث وبدو البدو من أبين وشبوة وتصرفاتهم الغبية التي حوّلت عدن إلى مقبرة، وبُؤرةٍ للفساد والانحطاط!
إنَّ عدن و -مهما- عانت، وظُلمت، وحُرمت، واضّطُهدت، ودُمّرت وخُذلت.. ستنهض يوماً لا محالة، وستلفظُ كل من تسبّب بآلامها، وسبّب لها الأوجاع والأحزان؛ عدن تمرض لكنّها لا تموت!
عدن ستكون مقبرةً لكل من شارك في ظُلمها، وساهم في أذيتها ..
_ ملاحظة:[المنشور ليس مُوجه لأبناء مناطق المثلث وأبين وشبوة كجغرافيا -حاشا وكلا-؛ إنما مُوجه للشخصيات التي تسببت في تدمير عدن]
محمد عادل العمري
الثلاثاء١٤مايو٢٠٢٤م