<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

ماذا لو علم شهداء العاشر من رمضان بمعاناة غزة ؟

(عدن توداي)

  1.  الدكتور عوض أحمد العلقمي

في ليلة رمضانية مقمرة من ليالي كفر الشيخ الساحرة ، قبل بضع سنين خلت ، كنت أجلس في شرفة منزل متواضع ، لكنه قد حاز نصيبا وافرا من الجمال ، وذلك بجمال قلوب ساكنيه ، وصفاء أرواحهم الطاهرة ، ومن حول ذلك المنزل أرض خضراء ، مفروشة بأوراق البنجر المصري ، إذ لم تعد تستطيع رؤية موضع أنملة من طين تلك الأرض وترابها ، بفعل هيمنة أوراق البنجر وتمددها .
وفي تلك الأثناء جاء شيخ مسن يود التعرف على الضيف ، الذي هو أنا ، تبادلنا التحية صفاحا وعناقا ، ثم عرفني به صاحب المنزل ، عند ذلك قلت له : أما وأنت قد كنت ذات يوم أحد أبطال العاشر من رمضان فإني أسألك بالله أن تحدثني عن شيء من تلك الأيام العظيمة ؟ ابتسم ثم قال : أيها الضيف العزيز ، اعلم أن جيش مصر كان قد جمع من التراكمات المؤلمة مالاتتحمله الجبال الراسية ولا الصحاري الشاسعة ، ولم يأت ذلك اليوم إلا ونحن في شوق للقاء الصهاينة المتغطرسين وداعميهم من الغرب المتصهينين ، لا أستطيع وصفه ، ولا أملك من الكلمات مايوفيه حقه ، أجل لقد كان شوقنا لذلك اليوم يفوق شوق المرضعة لوليدها ، بل ويفوق شوق الحاج لمكة ومشاعرها ، حقا لقد انطلقنا نحو الصهاينة كالأسود الكاسرة ، أو كالوحوش الجائعة ، لاننتظر سماع أمر الآمر ، ولا نهاب أو نحسب حسابا للصهيوني الخائر ، أتعلم أيها الضيف العزيز ؟ أقسم لك أننا لانعلم كيف اقتلعنا خط برليف بتلك الهمة والسرعة ، ولانعلم كيف وجدنا أنفسنا في الشاطئ الآخر من القناة ، ولكن سامح الله السادات الذي لم يدعنا نتذوق لذة ذلك الانتصار ، ونقتلع ماتبقى من جذور تلك الأفعى … وها أنا أستذكر قصة ذلك البطل العربي المصري في ليلتي هذه ، ليلة العاشر من رمضان ، وأنا أتساءل مع نفسي ، ماذا لو علم شهداء العاشر من رمضان بحال الأمة اليوم ؟ أو بمعاناة غزة التي تركت وحيدة ينهش من جسمها ، ويأكل أكباد أطفالها ونسائها الصهاينة الغربيون والشرقيون ؟؟؟


اكتشاف المزيد من عدن توداي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار