آثار التحرير المزعومة
عدن توداي:
مقال لـ: حسين السليماني الحنشي
حين يخاف الناس عن حياتهم ومستقبلهم، وعن الأجيال القادمة، يبحثون عمن يساعدهم في إستعادة ـ الحقوق المسلوبة ـ فتقوم الشعوب خلف من صقلتهم الحياة…
وهم من يدافعون عن المظلومين وهم الرجال الذين أصبحوا مع مرور الأيام رموزاً نضالية، فأصبحت للشعوب القوة حينما ولي المخلصين عليهم وتلك الرموز قد *تسلحت بمعاناة الشعب)* وبقضاياه الوطنية والحقوقية، ولم تتاجر بها في سوق الإنحطاط…
مما جعل الالتجاء إليها بعد الله في تحقيق الإنجازات ، فكانت يدها البيضاء تلمع أمام شعوبهم، وتقطر بما أرادة الشعوب من الأهداف المرجوة…
وكانت الغلبة والقهر منهم لمن يقف في طريق نهضتهم، فكانت الإنجازات التي حققتها تلك الكوكبة من الرجال، لكن أصبحت اليوم عند الغالبية من الشعب ـ من المستحيلات ـ بوجود رجال الفساد!
وحينما كانت الغفلة والعثرة لرموز تلك المرحلة، سقطت تلك الرموز أو تم تصفيتهم ، سقط من خلفهم الشعب … فخرجت طائفة الفساد من حفرها ليلا فأخذت البلاد وأكلت خيراتها ولم تكتفي بذلك كما قال أحمد مطر: ((فحلّت بالعباد))…
ولم تكن لها القوة لولا المخلصين الذين دفعوا حياتهم قربانا لدينهم ووطنهم ولشعبهم….
وهذا حينما كان الأوائل من الثائرين، أشد تمسكا بوطنهم وخدمة شعبهم, ومعتزين بشريعتهم اولا وأخيراً ، وهذا هو أصل التمكين العادل لقيام الدولة ذات السياسة الناجحة والاقتصاد الوطني الكبير ، وفيها تتم عملية التكامل الاجتماعي ويزداد تمسك الشعوب بقيادتها وتزداد اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب ، فكانت صخرة تتحطم عليها رؤوس الجبابرة….
فنتهت مظاهر المطبلين بينهم ولا وجود أيضا للمفسدين معهم، كما نشاهدهم اليوم أكثر من الذباب، في الأسواق المالية الكبيرة والاستثمارات العقارية الهائلة….
فبقيت الأسئلة مطروحة بين أوساط المجتمع عن اختفاء أهداف الثورة التي كان ينشدها…
هل كانت غفلة حتى تسلمت البلاد للمفسدين ، ومعها اختفت الأهداف؟
أم كانت الفتن الموجهة، هي التي خدرتنا وأخرتنا عن الانشغال بمشروعنا الوطني الكبير ؟
وهل بقي شئ من حلم الشعب إلى اليوم….؟
أم نجح الأعداء في توجيه الضربة لنا بإحكام، حينما أشعلت الحروب فيما بيننا، وتصفية الصفوات التي لديها القدرة بتحمّل المسؤولية؟
فأصبحنا كزبد البحر يرتطم بالصخور ليشكل أشكال تزيد المتعه عند الأعداء ؟!
فكانت للأسف الشديد آثار التحرير المزعومة أشد نكال على المعتقد والشعب والوطن….