الباطل لاينتزع إلا بالقوة

(عدن توداي)

مقال لـ:  حسين السليماني الحنشي

خرج الثائر وخلفه الخائن.
فنادى الثائر ، هاهو الفرس والميدان. فأخذ الثائر الفرس.
فنادى الأرض لنا!
تنحى الخائن عن الميدان!
وصل إليه الثائر ، خذ الفرس وانا لي الأرض.
الخائن، لااستطيع ركوبه ولايعرفني ، في أيام الشدة؛ فأنت أهلا له!
فمتطى الثائر على ظهره، ويجول ويصول، وأشهر سيفه،
وانهزم العدوان.
بعدها قال: الخائن ، لقد طال ركوبك على الفرس زمان, ألا يحق لي ركوبه؟ نزل الفارس الشجاع, وعلى الأرض سار وسار …
فقال : الثائر لقد طال بك الركوب ، ألا تنزل وتقاسمني الطريق.
قال: الخائن، دعني فقد ألفت الركوب ولا أستطيع السير مثلك.
قال: الثائر ، لقد نظر إليك الكثير وظن انك زعيم التحرير!
فدعني أركب فقد طال بي المسير!
قال: الخائن، سنسأل اول عابر هذا الطريق، ولابد أن نلتزم بما يقول،
واذا كنت قد ظلمتك فيكون لي المسير.
وساستعير إسم الحق لك!
وأنا بسم الباطل!
قال: الثائر نعم، انت تمثل الخائن المحتال والصنف الذليل …
قال: الخائن، وعلى هذا سوف أسأل ذلك القادم، أيهما أحق أن يبقى على الأرض الحق، ام الباطل؟!
عابر الطريق ، الأولى بالحق على الأرض يسير!
قال: الخائن ، هذا ماتفقنا عليه!
قال الثائر: لقد علمتني الحياة ، إن الباطل لاينتزع إلا بالقوة!
وإن الحق مهما طال أمده وتعب أهله ؛ من هيمنة الباطل حين ساد؛ لابد له من يوم يقتلع من جذوره ؛ فهو أوهن مما نتصوره…