ارحل ايه الفاسد
عدن توداي
شعر نثري / كتب / حسين السليماني الحنشي
ارحل ايه الفاسد،
وخذ كل مالديك.
فقد سأمك،
خلق كثير.
خذ كل مالديك
مما ادخرت,
من الصغير ،
وحتى الكبير.
ليس لدينا ،
مشاعر بفراقك،
يا عديم الضمير.
دعنا نعيش الحياة،
كما ألفناها،
من تاريخ،
اجدادي الاولين .
ماذا تركت خلفك؟
غير شحوب الأجساد
والوان العذاب.
فلا ندم عليك،
ولا أسف،
بقلوبنا يثير…
جعلت عام الرمادة،
بكل عام !
وأغلقت النوافذ،
كي لا نرى العالم،
فذاك خطير!
زرعت النزاعات بيننا،
واحكمت قيودك،
بمعصم الحر،
وبشر كثير.
فلا توهم الجميع،
بأن الحر حر بل،
كلنا أسير.
فلا تعجب!
بمن حولك، كثير؛
فهولاء مثلك عبيد.
لارجوع،
عن قرارتنا ،
فالترحيل،
لك منا اكيد.
فهل يستجيب لك الجوعى؟
هذا مستحيل!!
لأن ؛ تغيير طبعك،
قد علمناه،
أمر عسير.
أعلنت ارضي،
سخطها ،
في المطار،
والمدرسة،
والمشفى،
و الطريق.
اتعبت من كان تحتك،
ايه الوقح الحقير.
قالوا: لاتسبوه،
ابنكم ومن جلدتكم،
قلنا بئس العشير.
يطاردنا الضجيج،
ممن يبحثون ،
عن الخدمات ،
حتى رافقنا الألم،
فوق السرير.
فلم تبني لي وطن،
ولم تتركني ،
حتى أطير.
ولم تعطيني ما أُريد
فلا نرجوا الخير ،
من مثلك،
يا عديم الضمير .
أريد استعادة دولتي،
بعد مرور السنين .
حتى نبني الحياة،
في وطني ،
من جديد .
تركت شعبي ،
مساكين؛
لم يجدوا،
علبة حليب.
ومن يملكها،
فذاك يوم عيد!
تركتنا لوحات
رسمت عليها،
أجساد متهالكة ،
بوجه شحيب.
تعابير الألم،
تظهر للناظرين
من بعيد .
فزاد في وجوههم،
ملامح الغضب الشديد .
ارحل غير مأسوف عليك .
لا يمكن أن يكون،
وطني لك بقرة حلوب.
لا تراهن على كثرة الكلاب.
فعواها لم يعد عندي رهيب.
مهما دفعت مسبقا،
ذلك ثمن قليل.
فلا يساوي عندنا،
روثة وزيرا،
أو أعطيتنا من الاستطبل،
كل وزير.
فقد ولى زمان،
الأمر بالقوة،
حينما سقط الشهيد!
فقد ولى عهدك ،
دون رجعة،
ان نكتب اسمك،
بين كل السطور.
أو نرسم صورتك ،
قبل تعليم الحروف.
اليوم البصاق بصورك،
على طول المسير.
فلا يمكنك اليوم،
سماع نغمات الأصيل،
لكن نسمعك البعيد ،
عن سمعك،
نسمعك المستحيل.
ارحل ارحل،
ايه الفاسد الحقير!!
