<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

د. عوض احمد العلقمي يكتب.. في مناهل حكماء الصبيحة 2

عدن توداي

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

    مساء الحكمة والمعرفة ياجدتي الصفية ، مساء الخير والبركة والتنوير يابني ، وهل أنت بخير ياجدتي لكي تحكي لي شيئا عن الحكماء وماحفظت من أقوال الحلماء كما سبق الوعد منك ياسيدة البلغاء ؟ أجل يابني أنا بخير وسوف أحكي لك شيئا من الحكمة ؛ لأن الحكمة – كما قال رسول الله (ص) – ضالة المؤمن ، غير أنكم معشر الشباب – على حد علمي – لم يعد يعنيكم أمر الحكماء ، ولاتعني لكم شيئا أقوالهم ، ومع ذلك سوف أحكي لك ما استطعت من مخزون الذاكرة ، لعل الله يهدي بك آخرين .
    اسمع يابني لقد عرفت العرب من قديم الأزمان بالحكمة والقول السديد بل كان إذا وقف أحدهم أمام ملك من ملوك الأمم الأخرى أو أمام امبراطور من أباطرتها أخذ عقولهم بحكمته وفنون خطابه ، وسحر ألبابهم بفصاحته وبيانه ، والصبيحة هم خيط أصيل من ذلك النسيج ، لهم حكمتهم التي انبثقت من تجارب حكمائهم ، منهم على سبيل التمثيل يابني ؛ كان في قبائل الصبيحة شيخ حكيم ، أعطاه الله من الفطنة والحكمة والدهاء الكثير ، اسمه سيف بن سعد ، سئل ذات يوم ؛ من القبيلي ياشيخ سيف ؟ قال : الصبيحي والقبيحي والمونسي لطعن النصال . معذرة جدتي ، ماذا يعني بالقبيحي والمونسي لطعن النصال ؟ أحسنت يابني فهذا سؤال جيد ، أما القبيحي فيعني بها تلك القبيلة العريقة التي تقع في الجوار من الجهة الشمالية وهم الزعازع ، وأما المونسي فهم قبيلة الزريقة العريقة الأقرب من الصبيحة في الثقافة والجغرافيا ، ويعني بطعن النصال أنهم يجيدون الطعان أو القتال بالخناجر في سرعة فائقة وبدقة متناهية ، قد يفوق ذلك في بعض الأحايين القتال بالبندقية العتيقة غير الأتوماتيكية . الآن فقط فهمت ياجدتي ، لابأس عليك يابني ، ومن المشائخ الحكماء في الصبيحة ، رجل أمي لايجيد القراءة والكتابة البتة ، ولايملك منزلا أو ديوانا لاستقبال القوم بل كان بدويا مترحلا حيث حل الغيث أقام يرعى إبله ، وهبه الله كثيرا من الحكمة والقدرة على التمييز السريع بين الصحيح وبين الخطإ من الأحكام العرفية ، فكان إذا ماشعر أحد المتخاصمين بحيف الحكم العرفي الصادر بينهما أو ميله لصالح طرف دون الآخر ، يذهب إلى ذلك الحكيم ويطلب منه فتوى في تقييمه ، فيقول له اقرأ علي الحكم – وهو واقف بين إبله – وبعد أن ينتهي من الاستماع ، يصدر في الحال فتوى تحدد مواضع الخلل والقصور في ذلك الحكم . لكنك لم تذكري اسمه ياجدتي ؟ على رسلك يابني فأنا لما أنته من حكايته بعد !  وفي ذات يوم زاره وفد من أعيان القبائل المجاورة ، وكان يرافقهم غلام لبيب لما يبلغ أشده بعد ، الأمر الذي استلفت نظر الحكيم ، فأراد أن يختبر ذكاء الغلام ، إذ سأله من هو أحب إليك ياغلام ؛ الحليم أم الشجاع ؟ أجاب الغلام ، من يملك الصفتين معا الحلم والشجاعة ياشيخ ، قال الأخير : أحسنت يابني ، الحمد لله إذ لم يخني حدسي إذ علمت أن لك من الحكمة نصيبا . ويسمى هذا الحكيم يابني ، الشيخ سيف محمد الدلعوس .
    أعزائي القراء نلتقي في السردية الثالثة فما زال في جعبة الجدة مايفيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
رئيس فرع المؤتمر أبين "دوفان" يعزي مدير عام مديرية لودر بوفاة والدته الرئيس العليمي يجتمع برئيس الوزراء ومحافظ البنك لمناقشة عدة قضايا من بينها المرتبات اللجنة التحضيرية لمؤتمر شباب ابين تعزي عضو اللجنة على محمد وارد باستشهاد شقيقه مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعزي السفير خالد بحاح بوفاة شقيقته المقدم باسلوم يحذر المساس بشخص العقيد ملهي السيباني ويحمل الجهات المعنية مسؤولية إيقافه دون وجه حق تربية عدن تدشن الدورة التدريبية في تدريب دليلي الجاهزية للعودة إلى المدرسة والتعليم عن بعد لعدد من م... برعاية وزير التعليم العالي .. مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي يدشن ورشة عمل لاستعر... ‏مجلس الوزراء يستمع لتقرير وزير الدفاع حول الموقف العسكري والجاهزية القتالية دولة عظمى تعلن تقديم منحة مالية ضخمة لليمن الرئيس العليمي يجتمع برئيس الوزراء ومحافظ البنك والوزراء والمسؤولين المعنيين بالشأن الاقتصادي والشؤو...