<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

هل هي الصدف أم هو الاستهداف ؟!

عدن توداي

بقلم/د. على العسلي

ليس مصادفة أن يغلق الكيان الصهيوني مكاتب الجزيرة في فلسطين المحتلّة عقب اليوم العالمي للصحافة.. إنما تعمّد عقب هذه المناسبة، استهداف الجزيرة وبشكل ممنهج ومقصود!؛

وليس بجديد على هذا الكيان الصهيوني استهدافه للصحافة والصحفيين، ولعلكم تذكرون استهداف مراسلة الجزيرة العملاقة، شهيدة نقل الحقيقة (شيرين ابو عاقلة)، التي قتلت بدم بارد، وحمت أمريكا مدّعية الحرية وحقوق الإنسان والدفاع عن الامريكيين، قاتل شيرين ذات الجنسية الأمريكية، ولحد الآن الكيان لم يقدم الجناة للمحاكمة، وهذا الكيان الدموي، قد استهدف وقتل أيضاً أكثر من( 140) صحافياً منذ أكتوبر الماضي..

إن الكيان الصهيوني يستهداف دوماً الكلمة، يستهدف الحقيقة ويسعى لتغييبها. فأراد بإغلاق الجزيرة في هذا الوقت، إخفاء ما ينوي فعله من جرائم في رفح، ظنّاً منه أن الجزيرة هي الشاهد الوحيد.. هي نعم شاهد! وشاهد مزعج له، لكنها ليست الوحيدة..

إن إغلاق الجزيرة هو محاولة لإخفاء الجريمة بكل تفاصيلها، ولن يستطيعوا، بل إنهم بفعلهم هذا قد برهنوا على جرمهم ووحشيتهم وتعمّدهم دعس الحرية والرأي الأخر وطمسها بدماء شهداء غزة.. تضامننا مع الجزيرة ومراسليها!؛

وليس مصادفة أيضاً، ولا غرابة أن يستهدف أمين عام نقابة الصحفيين، في مذبحة الحوثيين لكل شيء في صنعاء، كما حاول الصهاينة ذبح واخفاء الصورة الناصعة الفاضحة، لوحشية الكيان الصهيوني لأهل غزة والضفة الغربية ..

فإصابة الصحفي (محمد حسن لطف شبيطة)، الأمين العام المساعد لإتحاد الصحفيين العرب، أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين في صنعاء اليوم، برصاصات احداهما في بطنه والأخرى في باقي جسمه، واصيب اثنان اخران أيضاً، أحدهم قد استشهد بحسب صحيفة النداء التي نشرت الواقعة..

لا أعتقد أن المسألة صدفة وواقعة جنائية.. بل هو استهداف ليس لشخصه وموقعه فقط، وإنما للبرهنة كما الصهاينة، على أن الصحافة ويومها العالمي لا يعنيهما أمره ولا ذكراه ..

كيف لا، وكلكم يعلم كيف أن جماعة الحوثي الإرهابية قد جففت الثقافة والإعلام الحرّ، واكشاك الصحف والمجلات، والتي حلّ محلها بيع الحلويات والمشروبات..

كيف لا؟!؛ وكلكم يعلم كيف أن عبد الملك الحوثي يكره حاجة اسمها صحفي أو كاتب أو محلل أو ناشط أو صحافة.. ويوصي هذا الحوثي أتباعه باحترام المقاتل الذي يواجهه على أرض المعركة، على من يختلف معه ويعارضه بقلمه ورأيه!؛

واظنكم لا تزالون تذكرون كيف اعتقل وسجن الصحفيين واصدر بحقهم أحكاماً بالإعدام، ولولا تدخل عناية الله ومجلس الأمن والوسطاء للتبادل بهم، منهم الاستاذ (يحي الجبيحي) وابنه (حمزة) ، في حين آخرون عذّبوا حتى الموت، والمحظوظين منهم، وضعوا دروعاً بشرية في مواقع الحوثي الحساسة، فمات منهم من مات، ونجا منهم من نجا..

هذا الاستهداف اليوم ربما يكون نتيجة لذلكم الشحن والتحريض ضد الصحافة والصحفيين.. نطالب بتقديم الجناة للعدالة.. ونسأل الله لأمين عام نقابة الصحفيين السلامة والخروج من المستشفى صحيحاً فصيحاً والرحمة لمن استشهد والشفاء لمن أصيب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار