<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
ساحة حرة

القادة يريدون وطناً لا يشكي وشعباً من الألم لا يبكي

عدن توداي

مقال لـ:  أحمد السيد عيدروس

ماهذا الوطن الذي لا يكف عن الصراخ
ماهذا الشعب الذي لا ترضيه أبتسامة القائد

وفي أجتماع مغلق في قمة مريخية قدم القائد رسالة
يطلب فيها الأستقالة فشعبه كثير الطلبات ووطنه مثخن بالطعنات
قرأ الرسالة بصوت عالي فصاح القادة ماذنبك أيها القائد المسكين فليس من مهامك توفير الخدمات ولا حل الأزمات
فمهمتك فقط هي كيف تجمع الجبايات و كيف تصرف النفقات وتجمع لأسرتك المدخرات

فبكى القائد
وقال هذا الشعب لا يفهم
فهو يطالبني بعلاج وتعليم وأمن وخدمات
وعدالة للمظلوم وأنصاف المكلوم
والقصاص من الظالم والأفراج عن المغروم

ضجت القاعة المريخية

وتقدم قائد بحجم كوكب المشتري
وربت على كتف القائد وقال أبتسم للشعب فأبتسامتك قاتلة
فالأمة التي ترضى بك قائد هي أمة ساذجة

صاح القائد المشتكي ولكن شعبي لا يبتسم لي فلماذا أبدأ أنا

أنا القائد الذي لا ينام أنا القائد الهمام
أنا الذي حملوني إلى السلطة على ظهورهم
لماذا عليَّ أن أبتسم اليوم لهم

واردف قائلاً وعيناه تغرق بالدموع كيف أبتسم فالأبتسامة مرهقة ودليل ضعف
وخرج من القاعة قاضب يتوعد ٠
فسمع الشعب أن القائد غاضب وأن عليهم أن يصبروا على أنقطاع الراتب
فالقائد لا زال قاضب
وأمسى الشعب خائف من المصائب
فالقائد حين يغضب يعاقب

فتسربت إشاعة لكنها كانت مفيدة
أن القائد مريض وعلاجة التأييد
فخرج نخبة من المرتزقة يرفعون شعار القائد هو أمل الوطن وفخر الأمة

وأن الشعب رهن إشارته

فسمع القائد الهتافات وملأت صدره المسرات فخرج من شرفة قصرة ومنح الشعب أبتسامة عريضة
ستكفي الشعب لمدة عام وستكون بديلاً عن الماء والطعام
هكذا صرح أحد المخلصين الأقزام
وحين توارى القائد وغاب خلف الستار
بدأ المرتزقة المخلصون يناقشون و يحللون أبعاد الأبتسامة ومدى تأثيرها الأستراتيجي على المدى الطويل
وأن الأعداء رفعوا حالة الجاهزية القتالية
وشعروا بالرعب من هذه الأبتسامة الفتاكة ٠

فعلاً القادة يبذلون جهداً حين يبتسمون في وجه الشعب الذي يقتلونه بالمعاناة

كتبه احمد السيد عيدروس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار