موتمر دولي بالمكلا لامراض السرطان وتحديات المستقبل

 

حسين حسن بارحيم:

انعقد الموتمر الدولي لامراض السرطان التحديات وتوجهات المستقبل للفترة من 9-11مايو 2023م بمدينة المكلا بحضرموت، هذه المدينة الجميلة “المكلا” عروس البحر العربي، وحاضرة محافظة حضرموت هذه العروسة طيلة وجودنا في ربوعها، وجدناها فعلا كما قيل عنها تكتسي رداء السعادة والسكينة، فهي أكثر المدن طمأنينة، عروس تغفو على شاطئ البحر وتنام في حضن الجبل “المكلا” أكثر المدن استقرارا وهدوءا. مدينة المكلا، قال عنها ابن المكلا الصديق العزيز المناضل خالد عبدالعزيز..

يشتاق لك كل عاشق

من حين لاخر وأنا دوب المدى مشتاق

ما انسى المكلا إلى شق

ذا يومنا في المكلا سيد العشاق

ذكرني هذا المؤتمر، بالمؤتمر الطبي الذي انعقد في رحاب كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة حضرموت في ديسمبر عام 2012م، تحت شعار (التعليم الطبي وافاقه المستقبلية)، وهذا الموتمر، الذي اختتم أعماله يوم أمس، يدمغ ببصمات من بذل الجهد والمتابعة والتنسيق والترتيب ويقود فريق التنظيم له وهو البروفيسور علي محمد باطرفي، والذي شاركه نخبه من الكوادر الاكاديمية الطبية من جامعة عدن.

واليوم وبعد أكثر من عشر سنوات منذ انعقاد اخر مؤتمر بعقد في رحاب جامعة العرب بالمكلا هذه الجامعة الحديثة، ومن خلال احدى كلياتها، كلية الطب والعلوم الصحية التي يقود دفتها البروفيسور/ علي محمد باطرفي لتودي رسالتها العلمية والصحية والطبية، تجاه خدمة الإنسان ومناقشة وبحث سبل العلاج والتصدي لأخطر الأمراض التي تعاني منها البشرية، إلا وهي الامراض السرطانية،

فقد احتضنت جامعة العرب خلال الأيام المنصرمة، مؤتنرا دوليا لامراض السرطان .. التحديات وتوجهات المستقبل، وعلى مدار يومين قدم نخبة من المتخصصين من عدة دول ببالعالم وأساتذة من كلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن، ابحاثا علمية حديثة ومتميزة، وبمشاركة مراكز الاورام على مستوى الجمهورية، بما فيهم مركز عدن الذي يترأسه الاستاذ الدكتور/ جمال عبدالحميد، والذي حظي باشادة واسعة، من كل الذين تحدثوا في الموتمر ومنهم أطباء عرب ممثلا في الدكتور سامي الخطيب الأمين العام لاتحاد الاطباء العرب لمكافحة السرطان.

وأود هنا التأكيد أن المؤتمر كان متميزا بحق من حيث الأبحاث والأوراق العلمية المقدمة أو من حيث المناقشات والمداخلات أو من حيث نوعية المشاركة العالمية، ولايفوتنا أن نشير إلى أنه وفي اطار هذا المؤتمر هناك سابقة تحدث ولأول مرة في تاريخ الموتمرات، وهي تدشين مخيم طبي علاجي أنطلق قبل افتتاح جلسات المؤتمر، واستمر خلال فعاليات المؤتمر، بتقديم خدماته للمرضى، وبهذه السابقة التي تم فيها الارتباط بالمريض وتقديم خدمات طبية مجانية للمرضى، بمعني ان هذا المؤتمر لم يكن مقتصر بجلساته لعرض ابحاث علمية، بل بتقديم خدمة للمريض إلى جانب ذلك عقدت ضمن فعاليات هذا المؤتمر ورش عمل تخصصية عديدة..

فعلا انها سابقة لم نشاهدها في المؤتمرات السابقة..، فهنيا للمكلا حضرموت، هذا الانجاز والتظاهرة العلمية المتميزة التي اضطلعت بها كلية الطب والعلوم الصحية جامعة العرب.

وفي اختتام جلسات المؤتمر تم الاعلان عن فوز ثلاثة ابحاث بجوائز ذهبية، كانت الاولى منها بالبحث المقدم من قبل عضو هيئة التدريس بكلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن الاستاذ الدكتور/هدي عمر باسليم.

فالف تحية وتقدير لصاحبة المبادرة لهذا المؤتمر جامعة العرب ممثلة بقيادتها الحكيمة رئيس مجلس الامناء الشيخ عبدالله بن دول ، ورئيس الجامعة الدكتور عبود محمد العبل

والرائع صاحب البصمات في هذا الموتمر والمتحرك دائما في متابعة اللجان العاملة في كل صغيره، وكبيرة، في هذا الموتمر البروفيسور علي محمد باطرفي..، فتعظيم سلام لهم، ولكل اللجان العاملة بهذا المؤتمر الذين شكلوا خلية نحل منتجة، فكان عملهم مثمرا ومفيدا بامتياز بكل ايامه، وفعالياته المختلفة (المخيم/ورش العمل، جلسات تقديم الابحاث).

وقد حضي هذا المؤتمر باهتمام كبير من قبل الحكومة والسلطه المحلية،

فقد دشن افتتاحه الدكتور خالد الوصابي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني، والدكتور عبدالله دحان نائب وزير الصحة العامه والسكان، والدكتور سالم الشبحي وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، والدكتور خالد عمر باسليم وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكانت السلطة المحلي ممثلة بهذا المؤتمر من خلال الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الاخ صالح العمقي الى جانب حضور الوزير السابق للتعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور حسين باسلامة، والدكتور عبود محمد العبل رئيس جامعة العرب، والاستاذ الدكتور عبدالحكيم عمر التميمي عميد كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن.

وفي نهاية هذا المؤتمر خرج المشاركون بجملة من التوصيات، حثوا فيها وزارتي الصحة والتعليم العالي إلى الاهتمام باقامة مثل هذه المؤتمرات التخصصية وبمخرجاتها وتوصياتها، كونها تخدم الصحة العامة للمجتمع والمواطن.

…