<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

موقف اقشعر منه بدني وجلاً

كتب/
صبري السعدي
في احدى ليالي العيد كنت ساهراً مع بعض الأصدقاء في مدينة المنصورة ولم ننتبه لمرور الوقت إلا عند الساعه الواحدة بعد منتصف الليل ، هممت بالانصراف فوراً لاني اسكن بعيداً عنهم و أوقفت باص “فوكسي” كان يقوده شاب قمحي البشرة في الثلاثينات من عمره ، فأخبرته اني اريد ان يوصلني إلى منزلي بمنطقة بئر أحمد ، فصعدت بجانبه بعد أن اتفقنا على قيمة ( الانجيز) المشوار ، وأثناء سيرنا تبادلنا أطراف الحديث وتعارفنا فاخبرني أنه من أبناء كريتر ولكنه انتقل الى العيش مع اسرته في مدينة صنعاء قبل حوالي 19 عام ، وأثناء سيرنا في الطريق العام وبالتحديد عند مرورنا بجوار مدخل محمية الحسوة قبل مدينة إنماء ، إذ نرى كلب يقطع الطريق مسرعاً بشكل غير طبيعي و قلت للسائق احمد الذي عرفت اسمه فيما بعد انتبه .. انتبه حينها داس على الفرامل ليخفف السرعة تجنباً من الاصطدام بالكلب ، فقلت اعوذ بالله .. يا اخي حينما ترى كلب بهذا الشكل اتعوذب من الشيطان ، فقال لي : وإذا رأيت كلب وامرأة ماذا تقول …!! فنظرت اليه باستغراب وقلت له : أيش من امرأة ..؟! ، فقال : رأيت امرأة الان تريد أن تقطع الخط ، فقلت : وانا مندهش ليس من معقول أن تكون هناك امرأة في هذا الوقت وهذا المكان ولماذا انا لم اراها ..!!؟ فقال : انا رأيتها تحاول قطع الطريق .. فقلت : اذا كنت رأيتها فعلاً ، فهذه أما شيطانه من الإنس أو شيطانه من الجن ، فنظر إليّ .. وقال: هذه المواقف تتكرر معي دائماً ، “فقلت في نفسي أن هذا أمر ليس بطبيعي وانا اتذكر امامي المشهد الذي كان يركض فيه الكلب وهو يقطع الطريق ويبدو عليه أنه هارب من شي سبب له الهلع والذعر” ؛ وسألته بإندهاش ماهي هذه المواقف ؟؟ فقال لي هذه التي رأيتها امامي قبل قليل هي جنية اسمها “مريم” وقد تلبست فيني منذ فترة طويلة وظلت تلاحقني إلى أي مكان أذهب إليه .
اقشعر بدني وتوسعة حدقات عيناي من حديثه ؛ وسألته : هل ذهبت للعلاج بالرقية الشرعية ؟ فرد عليّ ، علامات الحزن واليأس تبدوان على تعابير وجهه ؛ نعم ذهبت إلى مدينة “معبر” للعلاج بالقران الكريم وظليت اتعالج بالرقية عدة أشهر ولكني حينما عدت إلى صنعاء وجدتها تظهر لي في أكثر من مكان وعادت حالتي مثلما كانت ثم عدت إلى “معبر” وقال لي الشيخ المعالج أن اظل عندهم واجد لي عمل هناك حتى لا تعود إليّ من جديد .
فأحسست بأن جسدي يقشعر وأوصالي ترتجف وانا اسمع هذه القصة ونظرت إليه بوجل مصحوب باستغراب .. قائلاً له : يا اخي اذكر الله واقرأ أية الكرسي والمعوذات واخرجت جوالي وفتحت سورة البقرة ونحن نسير ، وقلت له افتح برنامج “شيرت” سأرسل اليك السورة وهو عمل ما قلت له ولم يسجيب لي البرنامج فقد كان يتم إلغاء الارسال تلقائياً وانا اكرر المحاولة دون جدوى ..! فقال احمد هي “يقصد الجنية” لن تجعلك ترسل اي شي .. فتزايد الوجل والخوف في نفسي ونحن نسير في طريق يكاد يخلوا من البشر تماماً ، ولكن ما كان يطمئن قلبي هو صوت تلاوة القرآن بصوت الشيخ سعد الغامدي ، فسألته: كيف وقعت في مس هذه الملعونة ، فقال: إنهم كانوا يسكنون بجوار مقبرة في صنعاء حينما كان صغيراً وأنها دخلت به أثناء ما كان يلعب وقت المغرب ، وأنه تزوج وانجب اولاد ولكن زوجته وأولاده تعرضوا لمضايقه واذيه شديدة منها ولكنه لم يستسلم لها ، واخيرا وصلنا إلى المنزل والدهشة والخوف تملئان قلبي وعقلي و رثيت لوضع هذا الشاب ، والله ظللت ادعي الله له من قلبي فدعواتكم له بأن يٌعتق من هذا الشر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار