محمد العولقي يكتب.. قمة الكرة المصرية بين الزمالك والاهلي وانحراف البوصلة للمدرب السويسري مارسيل كولر

عدن توداي / كتب محمد العولقي

استحق الزمالك الفوز على الأهلي في قمة الكرة المصرية..
فوز ناصع البياض لا غبار عليه..لكن الغبار كله حول مدرب الأهلي السويسري مارسيل كولر.. الذي يبدو كما لو أنه أضاع البوصلة الحمراء و راح يسبح وحيدا عكس التيار..
الأهلي في ست مباريات يعاني من جلطات صغيرة..تتكرر من مباراة إلى أخرى..و طالما كان مارسيل كولر لا يولي هذه الجلطات اهتماما.. طبيعي جدا أن تتراكم الجلطات و تسد كل منافذ شرايين الأهلي..و تظهر العيوب الذهنية و التكتيكية التي تغتال الانضباط..
جلطة في عمق الدفاع..تكبر مضاعفاتها من مباراة إلى أخرى..و عندما تسكن شباك الأهلي تسعة أهداف في ثلاث مباريات دوري..يصبح السكوت عن هذا الداء جريمة يا كولر..
جلطة أخرى يعاني منها عمق الهجوم..لا يستطيع الأهلي تحريك آليات الهجوم بمرونة تكتيكية..أصبحت العرضيات مثل مضادات حيوية تنجح مرة و تفشل عشرات المرات..
جلطة ثالثة سببها المباشر اختيارات مارسيل كولر نفسه..في كل مباراة يبدأ بتشكيل متنافر و غير متجانس و غير فعال..و عندما يتدارك الأمر في الشوط الثاني و يعيد التوازن لجهاز الأهلي الدوري.. تكون قلوب جماهير الأهلي قد توقفت من الخضة..
جلطة رابعة..تتعلق بعشوائية التموضعات سواء في الوسط أو الهجوم..مختبر كولر للتجارب أنتج فريقا لا يستقر على تشكيلة..و لا يستقر على توظيف يتناسب مع قدرات اللاعبين..فوضى في الوسط..فوضى في الرواقين..فوضى في الهجوم..و فوضى قاتلة في عمق الدفاع..تخاريف و اختراعات كولر تفقع المرارة..
الأهلي بهذه الجلطات الصغيرة سيرحل لمواجهة مازيمبي الكونغولي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا..
و مالم يتنازل مارسيل كولر عن عشوائية الاختيار و يغلق مختبر التجارب.. فإن السكتة القلبية و الدماغية قادمة لا ريب..
لا حل أمام الأهلي..سوى إقناع كولر بضرورة التخلي عن أسلوب الفوضى و إيجاد علاج نفسي فعال للجلطات الصغيرة..لتجنب عواقب بئس المصير أمام فريق كنغولي أقوى بكثير من الزمالك..

محمد العولقي