الرازم المزعج.؟!
عدن توداي:
بقلم / منصور بلعيدي
ذات مساء رايت فيما يرى النائم انني اسير في في صحراء موحشة وحيداً على غير هدى..
وبالصدفة وجدت رجلاً وقور ذو لحية كثةً بيضاء يجلس على صخرة ناتئة..
قادني فضولي اليه وحين سلمت عليه دعاني للجلوس بجانبه وكأنه كان ينتظرني..
وقبل ان اسأله بادرني بالسؤال: هل تعرف معنى القيادة يابني .؟!
قلت له: انت تبدو صاحب تجارب كبيرة وسن متقدمة قد خضت كثيراً في مسارب الحياة وعرفت منها مالم نعرف نحن ، فهل لك ان تفهمني عما سئلتني عنه؟!
قال أجلس.. فجلست بين يديه كالتلميذ فالتفت الي وقال:
أعلم يابني ان القيادة علم وفن واخلاق .. وهكذا درسناها في المدارس ومارسناها في الحياة قبل ان يقذف بنا الزمن الى هدا الواقع البئيس الذي نعيشه اليوم..
واستطرد حديثه قائلاً: لم تزل بنا الحياة مستمرة حتى رأينا مايخالف الذي درسناه وطبقناه واقعاً ، وكأن معايير الحياة قد انقلبت راساً على عقب..
ليس المهم كيف انقلبت ولكن الاهم هو الاثر السلبي المدمر لهذا الانقلاب غير المتوفع..
راينا كيف يرقٌى من لايستحق الترقية ولاتنطبق عليه شروطها ليسود الناس بعقلية طفل لايرعوي.. بل راينا ماهو أسوأ من ذلك..
راينا من يرتقي كرسي الزعامة ويسلط على رقاب الناس وهو جاهل علمياً وعملياً ولايعرف معنى القيادة.. ولانه كذلك فانك تراه ينهب ويتبلطج ويسفك الدماء ولا يرف له جفن.. ولايجيد حتى كيف يلبس اللباس الرسمي ولايعرف كيف يتحدث لوسائل الاعلام وياتي بالطوام في سياق الكلام ولايخجل مما يقول ويفعل..
وتساءل بسخرية: الم يكن هو الزعيم المبجل والقائد الهمام كمايرى نفسه؟!
هده النوعيات من القيادات التي اهتبلت السلطة يابني دمرت الوطن ونشرت الفوضى وأزهقت الارواح ونهبت مقدرات البلد وبسبب ، تصرفاتهم الرعنا ازدادت نسبة الفقر فانتشرت الامراض الاجتماعية في المجتمع افقياً ( من مخدرات بانواعها وسرقات وحشيش وغيرها ) فساءت الاخلاق وتعطلت مصالح الناس وبدأت بوادر الصراع المجتمعي على لقمة العيش..
وكل هدا نتاج لرفع ماحقهم الخفض وخفض ماحقهم الرفع.
قلتله وضح لي اكثر ياعم الشيخ ماذا تقصد : قال سأروي لك حكاية توضح المقصود:
يُقال أن راعياً للأغنام شعرَ بقرب أجَلِه ، فوقف أمام أغنامه وقال لهم أطلبُ منكم السماح لأني أحلِبَكم وأجِزُّ صوفَكُم وأبيعكم للذبح …
فأجابهُ الخروف الكبير نُسامحك على ماذكرت لأننا خُلقنا لهذا الغرض..
ثم توجه الراعي إلى الإبل طالباً المسامحة قائلاً : أتعبتكم وأنا أتنقل في الصحراء وأحمل عليكم الأثقال والأغراض ومن يكبر منكم أو يضعُف أذبحه وآكل لحمه…
فأجابه الجمل الكبير يا سيِّدي نحن نسامحك على ماذكرت فنحن خُلِقنا مِن أجل ذلك ..
ولكننا لن نسامحك على شيءٍ واحدٍ فقط..!!!
قال الراعي وما هو؟
أجاب الجمل : لقد كنت تربطنا الى ذيل الحمار وتجعله يَقودَنا وكان ذلك يُزعجنا جِدَّاً..!!
وفجاة التفت الي بحركة آلية وقال: هل فهمت الان يابني؟!
وقبل ان ارد عليه نهض وتركني وحيداً في صحراء موحشة فناديته: انتظر ياعم الشيخ ..انتظر ياعم الشيخ.. ولكنه تلاشا في الأفق ..وأحسست بيد تشدني بقوة واذا به اخي يقول لي: انهض يا اخي فقد طلعت الشمس وانت تغط في نومك.
وسلامتكم،،،،،،