<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

رحلة السماء : الإسراء والمعراج

عدن توداي

مقال لـ: عبدالله سالم التهدي

في هذا التوقيت من كل عام هجري يطفو إلى السطح بقوة التراشق الفقهي والفكري بين التيارات والطوائف الإسلامية حول جواز الاحتفال بمعجزة الإسراء والمعراج وكذا صحة هذا التاريخ المحتفل بها فيه، ويحتدم الجدل حتى يصل أشده، ثم ينتهي بعد انقضاء الموسم ، دون أن يفضي إلى نتيجة، وهي عادة دأبنا على متابعتها في كل احتفالية إسلامية غير متفق عليها عند الطوائف الإسلامية.

الحقيقة لم تعد المشكلة الآن هي مشكلة الاحتفال بحادثة الإسراء والمعراج أو تحديد التاريخ الذي حدثت فيه ..

بل أصبح في ظل وصول معارف الشعوب والأمم السابقة إلينا نقف أمام هذه القصة لنعرف أنها لم تكون الأولى من نوعها في التاريخ البشري – أي صعود نبي أو بشر إلى السماء ومشاهدة مافيها من جحيم ونعيم وغيره، بل والوصول إلى الإله، كما تطرح هذه المعارف.

فإذا اعتبرنا أن قصة النبي الفارسي – بحسب زعم الفرس- زرادشت السابق زمانا لسيدنا وحبينا وشفيعنا محمد صلوات الله عليه، قد تم محاولة الرد عليها ومحاولة أثبات إنها قد أخذت من قصة الإسراء والمعراج باعتبار قصة زرادشت لم تدون وتكتب إلا بعد حادثة إسراء النبي صلوات الله عليه إلا أن هنا قصص لرحلات إلى السماء حدثت وتم تدوينها وإثباتها بلغاتها – والتي لم يكن الرسول يعرفها- قبل رحلة الرسول .

ومنها رحلة ( أخنوج ) إلى السماء الرابعة وكذا رحلة ( يوديشترا) الهندي وأيضا رحلة ( ماني ).

فإذا افترضنا أن ( أخنوج) هو أدريس عليه السلام – على قول من الأقوال – واعتبرنا قصة صعوده للسماء معجزة خاصة به، لها تفاصيله الخاصة منحها الله سبحانه وتعالى له باعتباره في خط الأنبياء والمرسلين حقا .

لكن الملك الهندي ( يوديشترا ) تذكره الأساطير الهندية ومنها ملحمة ( المهابهارتا ) التي يرجع زمن تأليفها إلى الألف الثانية قبل الميلاد أن الآلهة قد منحته الحق في الصعود للعالم السماوي المجهول بجسده، وذلك بسبب أخلاقه الطيبة، والتزامه بتعاليم الكارما -المعتقدات الهندوسية- في حياته، فنجده يصعد في مركبة سماوية بصحبة الإله إندرا، وبعدها يستغرق في وصف كلٍّ من الجنة والنار.

( مانى ) هو أحد الأنبياء الذين ذكرهم التاريخ ( ولم يأت على ذكر لهم في القرآن الكريم ) ظهر في بلاد مابين النهرين بين ظهور المسيحية والإسلام،

فإن ( ماني ) حمل نفسه إلى السماء، ودام مكوثة في القصور السماوية لمدة عام كامل،ثم عاد إلى الأرض عند انتهاء الشهر الثاني عشر، جالبا البشائر من الرب لأتباعه، ووصف لهم الكثير مما رآه في عالم السماء، كما رسم لهم بعض الأشكال والمخلوقات التي شاهدها في هذا العالم المجهول.

كما أن في التاريخ الفرعوني قصة الرجل الذي نزل إلى الأسفل – المعروف أن الفراعنة كانوا منجذبين للعالم السفلي – ويذكر ما شاهده هناك وهي أحداث لا تبعد كثيرا عما يذكره الصادق الأمين في حادثة الأسراء والمعراج.

ولذا فإن العامي، والقارئ العادي عندما تصله مثل هذه القصص سيذهب عقله كل مذهب، ولو وجد ( الوليد بن المغيرة ) معاصرا وقال له : معجزة الرسول هذه ( الإسراء والمعراج) موجودة من قبل في التاريخ وحدثت من قبل وإنما ( محمد ) قد أخذ فكرتها من السابقين، وبالتالي تنتفي عنها صفة المعجزة ( لأن المعجزة تعرف بأنها : أمر خارق للعادة حدث على غير توقع ومثال )، ووجود مثل هذا الحادثة من قبل ينفي عنها الإعجاز وكونها معجزة لم تحدث قط في التاريخ البشري إلا لسيدنا محمد الصادق الأمين .

 

ومن هنا وبعيد عن الجدل الفقي والفكرى تظل احتفالية الإسراء والمعراج احتفالية مهمة للتذكير بها وترسيخ واقعة حدوثها في الذهن الإسلامي والوعي العام للمسلم .

فإذا كانت الشعوب والأمم قد نفضت التراب عن حكاياتها المنقوشة في جلاميد الصخور، فحري بنا نحن أن نحتفل بهذا المعجزة والمثبتة في صحاح كتبنا لترسيخها في الوعي العام ، وهو احتفال يجب أن يكون بعيدا عن التكلف والمغالاة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click. Why edtech startups fail in the early stage : common mistakes and how to avoid them. Sonic forces running game 4.