<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

بالمصلحون ـ تصلح الأوطان

عدن توداي

مقال لـ: حسين السليماني الحنشي

إن وجود المصلحين في أي أمة هو صمَام الأمان لها، وهوسبب نجاتها من المشاكل ، ولهذا قال الله تعالى: (و ما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)، أن الصالحون في ذواتهم لا غبار عليهم ؛فهم على الطريق، لكن المصلحون ؛ صالحون في أنفسهم ولغيرهم ، والذين يسعون للاصلاح ، نجدهم وسط المعترك وفي الميادين يواجهون المشكلات التي تقع بين الأفراد والجماعات والمجتمعات.
ومن هذا المنطلق فهم الامناء على حفظ السلم الاجتماعي، ونشر الأمن والمحافظة على الدماء والأعراض والأموال، والتآلف والتآخي والتراحم، ونبذ العصبية والفرقة والنعرات الذميمة ، سواء كانت حزبية أم مذهبية أم مناطقية.
إن بناء الأوطان يحتاج إلى التعاون والتوافق، على الأقل في الثوابت التي تحفظ للمجتمع ديمومة العيش بسلام .
أن الاختلاف في الطريقة ووسائل البناء ، لابد منها فهذه حقيقة بشرية لا يمكن أن تنتهي من أي مجتمع.
ويعتبر المصلحون هم أقرب الناس للناس والجماعة الإجتماعية وهم من يركن عليهم في تنفيذ الاتفاقات المجتمعية ، والالتزام بها ، والقيام على تنفيذها والتي بدورها تنظم حياة المجتمع، وتطبيقها على جميع الناس والقبول بها ، وهذا دليل على الوعي المجتمعي الذي وصلت إليه بعض شرائح المجتمع على عكس الأخرى التي لازالت تصرخ من النكبات التي أهلكتها، ومن أجل تحسين مستوى التعايش؛ لابد من ـ المصلحون ـ وتستدعيهم الحاجة عند المجتمعات حين يفقد الناس الدولة، أو تسقط القوانين والتشريعات .
إن بناء حياة سليمة وراقية ومزدهرة، عندما يبلغ الاستقرار مبلغه ،ولايقع ذلك إلا بوجود القوانين التي تنظم علاقات الناس مع بعضهم، وعلاقاتهم مع غيرهم ، وواجباتهم وحقوقهم ، في ظل قيام الدولة.
إن الغرب والشرق لم ينهض ولم يتطور إلا بقوانين نظمت حياتهم ، فكيف ونحن أمة النظام والقانون!!
أننا ننطلق من موروث حضاري يتمثل بديننا الحنيف الذي نظم جميع جوانب الحياة، وعندما التزمها المسلمون كانوا بناة حضارة عريقة.
واليوم أصبحت الحاجة ماسة إلى (المصلحون) حتى نزرع ثقافة التعايش والسلم ، وهذا واجباً دينياً ووطنياً .
ومن أجل دعوة الناس للقيم والأخلاق التي تنظم هذا الجانب الإيجابي ، لابد من إعلام شريف والذي له دور كبير في توجيه الرأي العام، وفي ترسيخ القناعات الحسنة ،وذم القبيح منها ، ويجب على أهل الإعلام أن يعوا هذا الخطر العظيم، وأن يعرفوا أن على عاتقهم مسؤولية عظيمة، إن لم يقوموا بها حق القيام فإن كثيرا من المبادئ والقيم الحسنة ستختفي من النفوس وتضيع الكثير منها ، وتحدث الكثير من المشاكل والاختلالات والفتن والصراعات.
حتى يتم توجيه الجماهير للتنافس على بناء الأوطان!
لابد من تعزيز الأمن وحب الانتماء للوطن فيهم ، ونشر المحبة ومحاربة العصبية والفرقة بينهم !
ويجب الحذر من ثقافة التبرير للأخطاء والتقصير في الأعمال .
إن نشر الخير وإصلاح ذات البين ؛ هو طريق النجاة الذي تصلح به العباد والبلادنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click. Image source social media. So what are you waiting for ? download sonic forces today and start your adventure with sonic and his friends !.