مشهد مؤلم جداً.
عدن توداي
#موسى المليكي.
مشهد تنفطر له القلوب مما آلت إليه الصراعات على سلطة لعينه في بلد لم يتعافى من حرب الا ودخل حروب أكثر دموية وضراوة من سابقاتها ..
وطفلة بريئه ليس ذنبها سوى أنها وجدت في وطن يتناهشه وحوش بشريه لايهمهم من عاش أو قضى نحبه وهو يبحث عن كسرة خبر يسد بها جوعه .
فليس أي إنسان يحمل بداخله ذرة من الضمير الذي عله يوقضه من سباته أن يرى هذا المشهد ولايحرك ساكنا خرجت هاربه من شبح الموت جوعا متجهه صوب مقلب القمامه وهي لاتعلم أن الموت ينتظرها عند أطراف المدينه البائسه اليائسه لكن موتها كان بطريقة أخرى فقد تعددت الأسباب والموت هو الموت خرجت تبحث عن قطعه من الخبز كي تسد جوعها الضاري كانت تعلم جيدا أن صندوق القمامه فيه أكياس تحوي بقايا طعام المتخمين فهرولت نحوه بشغف كبير فأقدمت على التسلق بالصندوق محاولة بكل إصرار ان تحظى بما تجده فيه من بقايا الطعام لكنه كان أشبه بالبراميل البشريه الأكثر ضراوة وقساوة عليها .
المشهد أظهرته إحدى كاميرات المراقبه في محافظة عدن اليمنيه.
تعجز اللغه في التعبير عن هذا المشهد الأكثر إيلاما وفضاعه على الضمير الإنساني لأن العبرات تكاد تسبق كل كلمات التعبير لتترجم الحاله المأساوية التي وصل إليها شعب مكلوم فقد تجاوز هذا المشهد كل حدود القهر والحرمان .
نعم لقد أطاح بها الموت جوعا وكمدا تحت هذا الصندوق لكن الكرامه وعفة النفس لم تمت الا عند أولئك الرعاع العابثين بوطن فتكالبوا عليه كالضباع من كل إتجاه نعم ماتت عندما مات الضمير الإنساني في زمن أصبح الموت هو الشيء الوحيد الذي يوزع بالمجان وهناك الموائد المتنوعه والباذخه تتعفن في مطابخ السياسين يرموها في المزابل كما هو حال تأريخهم .
يظل حلم البقاء هو الأمل المعلق بتلك الخيوط الرفيعة الممتده الى مالانهاية لشعب يواجه صعوبة لقمة عيش تضمن له استمرارية الحياة واهن الجسد لكن كرامته لم تهن لتبقى جذوة نارها متقدة من تحت الركام يلوذون بصبرهم وصمتهم في آن ويقهرون الخطوب الا زمن قد جار عليهم يتأملون أصعب لحظاتهم وهم يشاهدون فلذات أكبادهم يرحلون بصمت رهيب وهم مازالوا يلوكون مرارة الفقد بألم وحسرة ينتظرون مصيرهم تاركين خلفهم وطنا أستباحه طغاة أهلكوا الحرث والنسل .
