البارحة التي تشبه الليلة
كتب/ صالح الحنشي
مايحصل اليوم في اليمن هو تكرار لسيناريو سابق نفذ في الستينات . مع اضافة بعض التعديلات التي فرضتها متطلبات الحاضر..
بعد الحرب العالمية الثانية اعيد تقاسم النفوذ في المنطقة. كانت اليمن ضمن المناطق المستهدفه بهذا التقاسم.. بين الشرق والغرب.. كان الشمال يحكمه الامام والجنوب سلطنات وتحت اشرا ف بريطاني
في سبتمبر 62 قامت الثورة في صنعاء واسقطت الامامة. وفي ديسمبر 63 شهدت عدن حدث هام شكل انطلاقة جديدة . باستهداف المندوب السامي البريطاني ووزراء في حكومة الاتحاد بقنبلة في مطار عدن حين كانوا يستعدون للسفر الى لندن لمناقشة مستقبل دولة الاتحاد..القنبلة كانت نقطة انطلاق مرحلة جديدة . باعلان الكفاح المسلح.
في الشمال كانت سلطة الثورة الوليدة تميل قليلا لليسار..
وهنا يبدو انها مازالت الخيارات تتارجح في تحديد تقاسم الشطرين. من يروح للشرق ومن يروح للغرب..
بدات بعدها يصعد نجم الجبهة القومية اليسارية شيئا.بما يشير ان هناك نية لتسليم الجنوب للشرق..كانت جبهة التحرير وسلاطين السلطنات يمثلون تيار الوسط
وبدا الصراع بين الطرفين..
بدات مؤشرات تكشف انه يتم تسهيل مهمة الجبهة القومية وبشكل غير مباشر
كانت وحدات الجيش والامن في عدن يتربع على قيادتها عقدا في الجيش والامن يميلون لجبهة التحرير.. لكن في اكتوبر 67
البريطانيون اقالوا هذه القيادات واستبدلوها بقيادات تميل للجبهة القومية
خلال الاشهر الاخيرة من نوفمبر 67 كانت نقلت الجبهه القومية نشاطها المسلح للوسط وكانت تسقط السلطنات في الوسط والشرق واحدة تلو الاخرى . في عملية تشبه الى حد كبير ماتقوم به الوية العمالقه
في الستينات قام بهذه المهم شباب القومية اليساريين واليوم شباب السلفيين اليمين
اسقطت هذه المناطق في الشرق بينما كانت عدن تحت سلطة التحرير. . بريطانيا كانت قد اعلنت انسحابها من عدن في يناير 68 . لم يات اكتوبر 67 الا وقد اسقطت القومية مناطق الشرق والوسط.
فخرج حينها نائب وزير الخارجية البريطاني في نهاية اكتوبر67 بتصريح اعلن فيه ان بريطانيا قررت الانسحاب من عدن في 30 نوفمبر 67 . هذا التصريح حفز الصراع بين التحرير والقومية..التي كانتا تقاسما النفوذ في عدن كانت القومية تسيطر على الشيخ عثمان والمنصورة بينما تسيطر جبهة التحرير على باقي مناطق عدن. في 29 اكتوبر 67 تقريبا .مجهول استهدف برمي قنبلة مجموعة في مقهى الشجرة بالشيخ عثمان. ينتسبون للقومية
قالت القومية ان التحرير هم من استهدفهم فاشتعلت الحرب بين الطرفين . الحرب الاهلية. التي استمرت خمسة ايام ..
في 5 نوفمبر 67 شهدت صنعاء انقلاب . وصل فيه الارياني للرئاسة.. وهذا يعني ان صنعاء سلمت لليمين. وبما يعني انها اصبحت منطقة نفوذ المعسكر الغربي..
في السادس من نوفمبر. صبيحة الانقلاب في صنعاء. وحدات الجيش في عدن التي تم تغيير قيادتها في اكتوبر بقيادات تميل القومية.. هذه الوحدات اعلنت تاييدها للقومية ودخلت القتال في صف القومية في عدن ورجحت كفة القومية.. وكسرت جبهه التحرير.. ثم سلم السلطة للجبهة القومية في الجنوب .في 30 نوفمبر 67
صالح الحنشي
