<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

لا وجه لمقارنة فادي بالزعيم باعوم

عدن توداي- كتب: ماجد الداعري
لا وجه لأي مقارنة ممكنة بين الولد فادي باعوم رغم كل إمكانياته المتاحة اليوم، وبين والده الزعيم الجنوبي المؤسس للحراك الجنوبي حسن باعوم، ذات التاريخ الناصع من النضال الوطني الجنوبي والقيادي الثائر في كل خطواته التي يسير بها على الارض منذ عرف الجنوب اول فعالية جماهيرية جنوبية شعبية تطالب بفك الارتباط واستعادة استقلال الجنوب
بينما الولد الشاب لا يعدو أكثر من كونه شاب حديث النضال يحاول التعلم من والده فيخطئ كثيرا ويصيب أحيانا ليبقى الزعيم الوالد قيادي جنوبي لايتكرر في تاريخه ومواقفه الوطنية التي لا تتبدل.
تشرفت في آخر لقاء جمعني به في حوالي نهاية العام ٢٠١٠م وهو يتعالج يومها بمستشفى الشرطة العسكري بصنعاء، تحت قبضة عسكر نطام صالح الذي كان يومها يعتقله بصنعاء، على أمل التخفيف من حدة التظاهرات الشعبية السلمية التي كان يشغلها في ارجاء الجنوب للمطالبة باستعادة استقلال الدولة الجنوبية، ولم يكن أمام النظام البائد يومها من خيار إلا اعتقاله واقتياده إلى سجونه المظلمة بصنعاء، دون أدنى احترام لسنة وصحته وتاريخه النضالي ومكانته النضالية والشعبية في الجنوب، من باب لعل وعسى يخف الغضب الشعبي الجنوبي المتسع حينها في كل المحافظات الجنوبية
لم يكن لقائي القصير به يومها في مستشفى الشرطة سهلا وإنما جاء بعد أن ساعدني الكثير من أصدقائي الجنوبيين العاملين بالمستشفى بالوصول اليه على انني شخص زائر لا علاقة له بالصحافة والا ماكنت لأسلم من المبيت جواره في السجن يومها.
والأهم انني تمكنت فعلا بعد محاولات مستميتة الوصول اليه فعلا وكان معه يومها على ما اتذكر ولده المرحوم وآخرين بين العسكر المحيطين به داخل غرفة علاجه
تقدمت اليه بخطوات مرتبكة تقديرا لوضعه الصحي وعمره وظروفه وكلي خشية واعتقاد بأنه لم ولن يمكنه معرفتي منذ اول تصريح صحفي أخذته منه على وقع تحضيرات جنوبية جارية لتظاهرة عارمة صبيحة اليوم الجنوبي المشؤوم السابع من يوليو الأسود عام ٢٠٠٧م إذا لم تخني ذاكرتي المثخنة بتجاعيد الزمن.
سألته بصوت خافت:كيف حال الزعيم
ورغم مرارة حاله والمغذيات على يديه، إلا أنه ابتسم بكل أريحية للصوت وغصبا عن كل مواجعه وكأنه شعر بهوية من يسأله، وحينها حاول أن يرفع راسه من على سرير المرض قائلا لي وبكل عنفوانه الوطني وشجاعته التي لا تقارن بأي مناضل آخر: الحمد لله على كل حال واهلا وسهلا بمن نثق انهم سيحملون الراية وأهداف الجنوب إذا ما كتب الله لنا الشهادة ونحن في زنازين المحتل اليمني لدولتنا وارضنا الجنوبية.
وهنا التفت إليا كل العسكر من حوله بنظرات تكاد أن تحرقني بحقدها وتمزقني بحرارة انتقامها، وبدأوا ينهالون علي بالأسئلة.. ولو لا ان من محاسن أقداري أن لدي بطاقة عملي بأحد البنوك الحكومية يومها بصنعاء اقنتعت العسكر بأني مجرد شخص مدني جاء يسأل عن الرجل من منطلق إنساني وتدخل بعض أصدقائي بالمستشفى لتأكيد ذلك وإلا لكنت سأعود يومها إلى السجن مجددا بعد أن غادرته على إثر بدء محاكمتي ومجموعة صحفيين جنوبيين بتهم سياسية تخويفية منها تشكيل عصابات مسلحة لمواجهة الدولة والمساس بالوحدة وتعكير الأمن والاستقرار وغيرها الكثير من خمس تهم كنت احاكم عليها قبل صدور قرار عفو عام من الرئيس الراحل، بعد مرور عدة جلسات محاكمة بمحكمة الصحافة والمطبوعات بصنعاء.
والحلاضة أن الزعيم حسن باعوم يبقى مدرسة وطنية فريدة في النضال والشجاعه والصمود، ومادونه جميعا من القادة والمناضلين ليسوا أكثر من مجرد تلاميذ مهما علت اليوم مراتبهم وزادت ممتلكاتهم وعدد ونوعية سياراتهم ومرافقيهم واتسعت كروشهم وتورشت خدودهم وتأنقت ملابسهم، لأن باعوم يبقى كبير بتاريخه ومواقفه وشجاعته وليس بمكاسبه وما حققه في دنياه الفانية ياهؤلاء، أطال الله عمره وصحته حتى يرى الجنوب الذي ضحى بأكثر سنوات عمره مناضلا وسجينا سياسيا من أجل عودته واستقلال دولته مجدداً.
#لا_وجه_لمقارنة_فادي_بالزعيم_باعوم
#ماجد_الداعري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Explore the evolving landscape of digital currencies and the trends shaping tomorrow's financial world. Perfect click – photography learning institute. 5 apk download store9.