<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
اخبار وتقارير

الصدّيق الجفة.. نجم في سماء الوطن

*عدن توداي مقال لـ حسين سالم السليماني

نجم لامع في سماء الوطن! في ميادين الوفاء، والشجاعة، والكرم، والتديّن، والنخوة العروبية! ومعاني الإنسان السوي! شخصيتنا ليست عابرة؛ بل هي من رموز وطننا!
هو *الصدّيق أحمد علي الجفة*.
من مواليد 1930م في محافظة أبين، مديرية الوضيع، قرية( أمنقع).
أبنه النيابي، والكاتب،والمثقف. الأستاذ/حسين الصدّيق!
رئيس تحرير (مجلة الوضيع الثقافية)
ومؤسسها.
نشأ “الصدّيق أحمد علي الجفة”٠. كغيره من أبناء المنطقة. من أسرة عُرفت بالكرم والتديّن والشجاعة، والمواقف الصلبة، وتعتمد على زراعة الأرض في حياتها المعيشية.
وقد نشأ نجم الوطن، {الصّديق الجفة} (المشهور بهذا الاسم) وكما عُرف في السجل العسكري ب (الصّديق أحمد حسني)
مع معاني القيم والمبادئ التي تعلمها من أسرته وأهل قبيلته، وكيفية التعايش مع الآخرين، وكان أسلوبه المميز يجعل كل الذين عاصروه يأسفون حزناً ويبكون ألماً عند ذكره؛ لأنه متشبع بالقيم والسلوك التي كانت تفوح منه حين تراه يتعامل بها مع رفاقه، ومن عمل معه!
وكل هذه القيم لم تأتِ من فراغ؛ فقد صقلته الأيام والمحن التي عاشها مع والده “أحمد علي الجفة”
مع علاقاته القبلية، ومواقفه مع الاحتلال البريطاني للجنوب، وعدم الركوع له! كانت حروب قد شنتها عليهم.
وكان نجم الوطن، بعد تلك الخلافات مع بريطانيا المحتلة واستشهاد ألكثير من أهل قبيلته.
أن أُخذ (الصّديق أحمد علي الجفة) كرهينة وهو لا يزال شاباَ يافعاً، وقد ظلّت تلك المحن تصقل شخصيته، المتزّنة وربّت فيه الذكاء والحنكة السياسية، وتعلّم أن العدل لا بد أن يكون ملازماً للإنسان، والحاكم والقائد، وهذا ما جعله نجماً ساطعاً في سماء الوطن!
التحق العقيد (الصّديق أحمد علي الجفة) كعسكري فيما كان يسمى بـ (الحرس الحكومي) في عام 1951م، وتدرج في الرتب العسكرية حسب التسلسل.
ترّقى إلى رتبة ملازم ثان في عام 1954م، وإلى ملازم أول في عام 1956م، ثم إلى رتبة نقيب في عام 1957م، ثم في العام 1959م إلى رتبة رائد، وبعدها ذهب إلى دورة عسكرية إلى الأردن، قيادة وأركان.
ترّقى إلى رتبة مقدّم في عام 1966م. وشكلّت ما كان يسمى بالمناطق التالية:
المنطقة الغربية: الحبيلين، الضالع، ردفان.
المنطقة الوسطى: أبين، دثينة، المحفد.
المنطقة الشرقية: بيحان، نصاب، عتق.
وقد عُيّن الصّديق قائد لكتيبة المشاة، وعُيّن كقائد للمنطقة الوسطى.
وتحصل على رتبة عقيد في عام 1967م وعند استقلال الجنوب، من الاستعمار البريطاني، حصل على منصب نائب مدير الأمن العام وقائد أمن المحافظات الريفية.
وفي عام 1968م حصل على منصب مدير الأمن العام.
وقد أستقر في عدن من قبل في عام 1967م. وفتح بيته الكائن في (المنصورة) في شارع الشبوطي بلوك 36 رقم 48 فتحه للثوار وتخزين السلاح. وكان المنزل المذكور- والذي أُمم فيما بعد وكان قد اشتراه العقيد الصّديق بغرض بنكي، سددّ المبالغ المتبقية عليه، ولده الأكبر النيابي /حسين الصّديق ـ حينما كان عضواً في مجلس النوّاب من الفترة 1993 – 1997م- – تحت تسمية (جمعية آل فشّاش الخيرية) (وآل فشاش؛ هم قبيلته) التي قام الصّديق بتأسيسها. ليتواصل العطاء والعمل والكفاح في كافة الميادين!
إن الشخصيات العملاقة لا تقاس بعمل أو مجهود محدود؛ بل هي عطاء متواصل؛ يجده الناس مبسوط اليدين في السلم معهم، وشاكي السلاح في الحرب مدافع عن الشعب والوطن!
وحين كان مدير الأمن العام بالنيابة في عام 1967م ثم مديراً للأمن العام.
عمل مع رفاقه على إعادة “سالم ربيّع علي” ومن كان معه من الجبل في (القارة- يافع) وكان أول من استقبلهم. رحمه الله.
أحيل إلى التقاعد في عام 1969م وهو برتبة عقيد ومدير الأمن العام. وبعد تم تكليفه من قبل ـ سالمين ـ (كان من المعجبين بشخص الّصديق) بالإشراف على مشروع مياه أمصرة – الوضيع وإدارته، وأخرج المشروع إلى حيز الوجود بتعاون الشرفاء معه من الوضيع..
ويظل المناضل، والذي وهب نفسه وماله لا تتركه المحن.
والابتلاءات.
وفي عام1970م
وضع في السجن، وكان لا ينقطع عن قراءة القرآن، والمحافظة على الشعائر الدينية من صلاة وصيام، وكان يحرص على سماع الأحاديث النبوية والدروس الإسلامية التي كان يلقيها الشيخ الأستاذ / محمد عبد الرب جابر الذي كان أحد زملائه في السجن في تلك الفترة وقد لازمه وقتاَ طويلاَ… وما كان الصّديق يعبأ بوجود الجواسيس من بين النزلاء في سجن المنصورة الذين كانوا ينقلون كل همسة وكل كلمة يسمعونها..
كان يتحدث بقوة وصراحة لغيرته الشديدة على الحق.
ويصدح بالحق. لا تأخذه لومة لائم فيه!
وهذا السلوك القوي والأخلاق الحميدة، جعلته على خط لا إعوجاج فيه، ولا لبس أو محاباة، ومجاملة لأحد، في تلك الأحوال كانت الجنوب تعج برياح وأعاصير قوية تحمل في طياتها ما سقط على الأرض؛ من أعجاز الأشجار الخاوية، وبقايا أوراق الصيف المتهالكة، وكانت الرياح لا يستطيع الوقوف أمامها أحد، مكشوف الوجه، إلا الرجال الذين لا يهابونها، ولا يستطيع الصمود والتحمل ألا من يحمل روحه بين يديه،أن ينظر إلى ذلك الخراب الذي تحدثه، لكن دائماً الأيادي الخبيثة تصطاد في المياه العكرة، والأجواء الملبدة بغبار الأتربة!
تلك الأحوال كان الشعب والدين والوطن يتعرض، لمحن وخلافات تعج من كل مكان، كانت بين الاشقاء، رفقاء النضال تشتد الأزمات بينهم، وكان باب الحوار مغلق بين الاخوة للأسف الشديد!
كانت نتائج تلك الخلافات، أن جعلت الجنوب، كدولة يفقد الكثير من كوادر الدولة وأعمدتها الصلبة والمؤهلة، ليس في الجانب العسكري فحسب، بل وصل الخلاف إلى المدنيين والفنيين الذين تقوم عليهم مفاصل الدولة ومؤسساتها.
تصحو مدن الجنوب على انقلابات واغتيالات ليست لها صورة جميلة تمتاز بذكرها وسائل الإعلام، وتفتخر بها الأجيال.
في تلك الأيام الخالية، تصحو مدينة زنجبار كغيرها من مدن الجنوب، الحزينة على أبنائها
وفي صباح يومها المأساوي /22/10/1972م.
تصحو على خبر مجزة إعدام(24)كان على رأسهم / الصدّيق أحمد علي الجفة…
هذه المدينة التي أعطاها من حياته إلى جانب مدن الجنوب، والثورة العربية مع رفاق النضال في اليمن ككل، من حياته وأسرته الكثير…
ومع ذلك فقد دفع الصّديق حياته وحياة إخوته ثمناَ لكل أعماله الجليلة التي قام بها من أجل دينه وشعبه ووطنه.
وكان طابوراً كبيراً من المناضلين والكوادر الجنوبية الذين لحقوا بعده، وفقد الجنوب توازنه السياسي والاجتماعي، والاقتصادي، مما جعله يعيش حالة من عدم الاستقرار إلى اليوم!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار