<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

حلاوة العيد ـ مصنوعة من الوحل!

(عدن توداي)

مقال لـ:  حسين السليماني الحنشي

مررت بأطفال ، وهم يلعبون، ولم ألقي لهم بال وفوجئت بأن احدهم يناديني أن تذوق طعم حلاوة العيد، وحرصت على تناول حلاوة العيد منهم، وكانت المفاجأة أنها مصنوعة من ” الوحل” عليها قطع صغيرة كانت تزينها من أوراق الشجر اليابس والاخضر.
وتظاهرت أنني اتناولها واتذوقها ! فقلت: أنكم بارعون في تقليد حلاوة العيد!
فهل هي تشبه ما في بيوتكم؟
قالوا:لا ، بل تشبه مافي التليفزيون، لايوجد معنا شئ…
فحاولت أن أبحث لهم عن فلوس في جيوبي الخاوية على عروشها!
كان رجل كبير في السن يناديهم ، فهرع الجميع نحوه.
فناداني، وقال: أن هذا وهذه وذاك والدهم قتل وهو يؤدي واجبه الوطني.
وهذه وهذا وأيضا ذاك آباؤهم موظفون ، بل أنا وأنت والحارة والمدينة والمحافظة والجمهورية ، كلنا متشابهون للأسف؛ فهؤلاء الأطفال افضل منا ، وجدوا ما يعبرون عنه، وهم يعلمون إنه عبارة عن لعب فقط!
لكن نحن لعبة يلعبها القادة ويتلذذون بما نعاني …
قلت:كيف يتلذذون بنا؟
قال: بالخطابات في المناسبات ، أنهم، معنا، وأنهم قيادة يعملون من أجلنا ويحمّلون المسؤولية… ويستنكرون ويحزنون وو… إستهلاك بعقولنا ، وللأسف هناك من يصفق …
لقد سفكت دما آباء هؤلاء الأطفال، ومضت من أعمار العمال، من أجل تحقيق أعلى المراتب الحياة لأولادهم، لكن كان ذلك عكس ماتمنوه ، فقد زادة الالقاب والنياشين للفسدة!
والاحياء من الموظفين يزيدون في أرقام البورصة كل يوم. زكاة الفطر بالأمس القريب (القانونية) من رواتب لم تعد تجدي نفعا!
أننا عبارة عن قطعان يتاجر بها …!!!
أما سمعت عن المتدافعين على وجبات الطعام والصدقات الزهيدة ؟ أنه عار وإيما عار يلحق بالقيادة التي تدعي الحكم.
ياولدي، لايوجد ذرة حيا فيهم ولو فيهم ذرة من الحيا مابقي مسؤول في منصبه، بعد هذه الفضائح والنكبات.
ياولدي،ان بناء المجتمع البناء القوي والمنيع الذي يستطيع أن يواجه الكوارث والأزمات، والفتن والتحديات في هذه الحياة.
يحتاج إلى قائد، فيه من الصفات التي تجعله يخرج البلاد والعباد إلى بر الأمان ، وأما عند نزول المصائب، وحلول الكوارث، وحدوث الفتن والازمات المختلفة؛ فإن القائد العظيم يكون أقرب إلى شعبه ووطنه، بل ويعيشها معهم!
بل لا بد أن يكون أقرب اليوم قبل الغد، وأن يتنازل عن حظوظ نفسه، ومصالحه الشخصية، من أجل مصلحة الشعب والوطن، فالطمع والجشع، وحب الذات، يظهر في نفوس قادتنا اليوم للاسف؛ لأنهم فقدوا الأخلاق حينما غابوا في كثير من الظروف التي يمر بها الناس!
ياولدي، لقد قرأت عن القائد والتاجر ووجدت شخص أمير المؤمنين، عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قد اجتمعا فيه، ففي المجاعة التي حلت بهم ، وقد اشتد بالناس الفقر والجوع، بسبب القحط، وحينما جاءت تجارة عثمان من الشام ألف بعير محملة، وصل إليه تجار المدينة ، وقالوا له: تبيعها لنا ونزيدك ….
فقال لهم عثمان لقد بعتها لله ولرسوله، فهي للفقراء !!!
ماذا لو كان قد باعها، لحصل على الأموال المضاعفة، لكنه يحمل بين جوانحه ضمير المؤمن  الحي!
لقد كانت فرصة لا تعوض ليربح أموال طائلة، ولو كانت على حساب البطون الجوعى، والأجساد العارية، وآهات المرضى والجرحى والثكالى، وهموم أصحاب الحاجات!.
ياولدي ، ما أحوجنا إلى هذه المعاني السامية، وما أشد افتقارنا إلى تخلق قياداتنا بهؤلاء، لقد انتزعت الرحمة، لكن من اين ستأتي الرحمة لهؤلاء الأصناف وهم يتسابقون في جلدنا؟!….
ياولدي ، إن القائد الذي يتحلى بهذه القيم العظيمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، وتدخل السرور على المحزونين، وتعين المشردين والنازحين، بسبب حروبهم التي يتكسّبون فيها …
لقد قست القلوب، فلا يسمعون صرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا بكى كبار السن ، ولا يسمعون إلا للغة القوة، ومبدأ المصلحة الشخصية،
فالقائد لا يعيش لنفسه وحسب، بل لابد أن يتعدى نفعه للشعب، وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الحاكم اقرب ، وفي هذا النوع من القيادة تظهر صورته الإيجابية ويزداد حبه، حينما يترك ـ المصطلحات السياسيه ـ( الكاذبة) ، وينزل إلى الناس، وتكون الناس مع قائدهم فيزداد حبا ويزداد التمسك به على عكس ذلك تماماً.
ياولدي، إلا تنظر القيادة اليوم وكل يوم والناس تعيش في انعدام للكثير من المواد الغذائية، والمشتقات النفطية، والمواصلات، وتوقفت الأعمال، ومصادر دخل الكثير من الأفراد والأسر، وارتفاع الأسعار.
إلا يرون أيضاً ، الكثير من الفقراء والمحتاجين والمساكين، ومن انقطعت بهم السبل والمشردين والنازحين من المدن والقرى، وهناك من لا مأوى لهم،
ياولدي، فهل هذه قيادة؟
ياولدي، ما الذي يمنع القيادة من إدخال السرور على الناس؟
قلت : لعله الحرب وو…
ياولدي: لا لا ، أنهم في سباق مع الزمن في جمع أكبر الأرصدة ، مازالوا في الحكم والقيادة!!
وهذه مشكلتنا وستظل ترافقنا ، حتى يأتي أقوام لايؤمنون بالمصطلحات الجشع ، ويسيرون خلف ما تحتاجه الجماهير!
قلت: نعم، من أنت ايه الأستاذ؟
قال: معك من جعلتها الأيام مقوس الظهر.
معك متقاعد يبكي على هدر عمره في إنا مثقوب.
معك من لم يرى على طول الزمن منجزات تريح الشعب.
معك ، من ضعف بصره وسمعه.
معك، صورة الماضي وللأسف الحاضر!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Multiple blue rings. Basic to intermediate knowledge. 4 mod apk (pro/premium unlocked) store9.