حوار الأشجار… كتب / حسين السليماني الحنشي

(عدن توداي)

مقال لـ:  حسين السليماني الحنشي

وقف رجل تحت شجرة كبيرة مثمرة، وكان يطيل النظر فيها، وهو يقول: لا وجود للاوراق على ساقك الطويل والعريض، وحين يأتي الخريف يتساقط مابقي من أوراقك!
الشجرة الصغيرة وهي تنظر إلى الرجل من تحته وتقول له : أسمع أسمع ياهذا، نحن نواجه الفصول بصمت.
عليك يا هذا، أن تتعلم طريقة التعايش مع جنسك اولاً…
هل سمعت من ينصحك عند الظروف الصعبة؟!
عليك أن تتعلم أبجديات التعايش؛ التي تمكنك من معرفة من حولك!
إن مايجعل الثمار تتساقط إلى الأسفل، هو النمو المستمر فينا إلى الأعلى، وثبوت جذوعنا في أعماق الأرض!
ان ثباتك مع القيم ، لايمكن أن تؤثر فيك الإهتزازات….
ثبّت أقدامك وانظر أمامك ، فالطريق ممتلئ بالحفر .
حتى تكون من أصحاب الحرية ، فالحُر يكره الكذب، كما يكره الخائن المخلص!.
إن الثمرة تنادي الشجرة حين تجرحها النملة، كي تعيش ؛ فنشعرها أنها مثل المعلم، يحترق لتبصروا الطريق!
إن الفلاح، يعمل دون شعور بمن أمامه على طول الحقل، وينشر الخوف بمعوله إلى بيوت النمل.!
لكن تقف النملة مخاطبة في قومها وهي تقول: ((ادخلوا مساكنكم…))
انتم ايه البشر تعيشون زمن يمنع فيه الأذكياء من التفكير ، والعقلاء من إبداء رأيهم حتى لا يسيئوا إلى الحمقى الذين لايعرفون البناء.
هل رجالكم يضحون بأنفسهم من أجل الاغبياء ؟!
أخذوا مصالحكم وماتملكون ، وجعلوا منكم معامل مخبرية لإعادة فشلهم الأخلاقي !
كما أسسوا لكم الحروب العبثية، لكن الحياة ليست سوداء كلها؛ بل هناك أشخاص ، يحبون الحياة وينتظرون القادمون على الطريق .
أن المسافةأصبحت صفر، وإن غيرت لأيام مجارها، وأخذت المحبين …
إياك أن تنسى أو تتناسى، “المحبين” فهم من يحبونك؛ ومثلهم الآف تحت الرماد قادمون !
لاتاخذك الأوهام وحب العظمة والكبرياء والتنكر، فهي من حجبت الرؤية عنك.
هزّة رأسها الشجرة الأم : أحسنتي ياصغيرتي ، أن كل ما أعطيتك إياه من مشاعر كانت بقلب دافئ وحبا صادقا !
ما أجمل إن تحسنوا الظن بأنفسكم ايها “البشر” فسوف يدهشكم الحب الذي تخفونه …
أن الحب، كالثمرة عندما نسمح لها بالمرور بين إلاشواك المنتشرة حولها، وترونها حقيقة، ولها ذوقها الحلو الذي يجعل الجميع يتسابقون إليها ؛ لأنها أصبحت ذات أهمية كبيرة…
أنكم لا تعرفون الطيبون؛ لأن الخبث عمّ وانتشر ، ولم تبلغوا بمستوى النمل من العمل !
أغلقوا منافذ الشر، ولاتتقدموا إلية قيد أنملة .
يجب أن تكون لديكم الخيارات، لتعرفون حقا من أنتم، ومن اي عالم!
أرجع خلفك ايه الإنسان، الآن واعرف في أي فصل تعيش !!