(عدن توداي)
كتب/ الخضر البرهمي
الأخ الفاضل الكاتب والأديب ناصر الوليدي ، لقد كنت غاية في السعادة وأنا أطالع خبر “الحلقة النقاشية في رحاب دثينة” ، التي عقدت في مدينة مودية حاضنة التاريخ والثقافة ، والمنشور في صحيفة عدن الغد ليوم السبت الماضي الموافق 27 مايو 2023م ، الذي تشرف بكتابته الكاتب الصحفي والزميل الرائع احمد السقاف ، أثناء قرأتي للخبر كنت أتوقع مخرجات تحليلية مفصلة ، توحي للقارئ بإن هناك مضامين لهذه الحلقة ، على أقل تقدير كان لابد من تحديد فترة زمنية كافية للنقاش لاتقل عن أسبوع ، فالحلقات لاتدير بهذا الطريقة أما أن سيفها قد سبق عذلها فهذا شيء وارد !
لذا أستسمحكم عذراً أن تتقبلوا تعقيب لي على حلقتكم النقاشية كتصويب ولتعم الفائدة البحثية ، ولسنا هنا بصدد المبارزة العلمية إن صح التعبير ، فنحن نقوم بالتجديف معاً وفي القارب نفسه في بحر البحث العلمي ومكملين لبعض في قراءة تاريخ المنطقة الوسطى ، فالحلقة النقاشية كانت قاصرة ، وغير مكتملة الأركان والشروط ، فهذا يرجع على المخرج الذي عدها بصيغة ملء الفراغ وتكملة للعدد الناقص ، فالحلقات في برامجها ومحاورها تختلف عن الورشات والندوات ، فالحضور هنا تكليف لاتشريف !
لم تفلح الأيام و الساعات التي مرت على إنعقاد الحلقة النقاشية في رحاب دثينة لأنها لم تطف جذوة المتطلع إلى تاريخ المنطقة ولم تعط كذلك صورة واضحة والدليل على ذلك المخرجات الصورية التي خرجت بها الندوة ، لانها لم تحمل أساساً قواعد وأسس الحلقة النقاشية في مضمونها التاريخي !
كوادر كبيرة ونخب علمية وقيادية واكاديمية وإعلامية على المستوى الوطن حضرت في هذه الحلقة على حد قول الراوي ، ولم تفرق بين الغث والسمين ، وغير مصدق أصلاً ، أنهم ناقشوا تاريخ ثلاثة قرون في ثلاث ساعات !
فمثل هذه الحلقات التي تخصص لدراسة موضوع معين ، كالحديث عن تاريخ دثينة مثلاً ، كان يفترض أن تكون هناك دلالة زمنية لفترة محددة ، تحمل واقع ملموس لمحتوى ونصوص تاريخية يفهمها الأنسان العادي ، فما أكثر من راسلوني على بريدي الخاص يشكون القصور والنقص الغير مقصود في هذه الحلقة !
فلا أملك عبر تعقيبي هذا إلا أن أؤكد على أن المنهج المتبع في هذه الحلقة هو المنهج الإستقرائي ، فقد كان من المفيد قبل إدارة النقاش لهذه الحلقة الإطلاع على الجوانب الأخرى للتاريخ بنظرة أكثر شمولية ، ليضفي أبعاداً جديدة ويفهم الجاهل تاريخ منطقته التي هي ذات أرث تاريخي كبير وولادة للقادة والرؤساء والمفكرين !
فهناك العديد من المواضيع ذات الصلة التي تستحق وتستوجب المزيد من البحث في هذه الحلقة ، وتعليلي حول هذا القصور هو أنني أردت أن يكون التركيز على النواحي السياسية في تاريخ المنطقة الذي تجاهله المؤرخ سلطان ناجي وكثير من الذين يكتبون التاريخ على أهوائهم ، إسقاطات كثيرة على أوضاعنا المحلية تزامنت مع كتابة التاريخ المعاصر تناساها كبار الكتاب والمثقفين !
شكراً جزيلاً من القلب للكاتب الكبير والأديب ناصر الوليدي ولكل من حضر ، فقد لمست في الخبر الصحفي روحاً تواقة إلى الخوض في غمار الروح الاجتماعية ، وإلى معرفة تلك الأسرار التي تختبئ تحت الضمائر ، التي لاتقوى على الحديث لتتوارى عنها وتحاول البحث عن كل جديد ، مرة أخرى عذراً كبيراً للجميع وبملء الفم والى اللقاء !
