<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
مقالات

إبراهيم ناصر الجرفي يكتب.. الشعب عدو نفسه

(عدن توداي)

️ابراهيم ناصر الجرفي ..

إن الجهل والتخلف وسوء التدبير والتعصبات بمختلف انواعها قد تجعل من الفرد أو الجماعة وحتى الشعب عدواً لنفسه ، وفي هذه الحالة تصبح العداوة ذاتية ، وليس هناك من حاجة لعدو خارجي فالشخص او الشعب نفسه يقوم بما يلزم ، فهو يعادي نفسه بنفسه ، ويدمر نفسه بنفسه ، ويقتل بعضه بعضاً ، في معركة عدمية الخاسر فيها هو الشعب نفسه ، فالضحايا هم أفراد الشعب نفسه ، وهم وحدهم من يتجرع ألآلآم والأحزان ، كل ذلك يحدث نتاج الحروب الداخلية على السلطة ، وعندما تتمكن أطراف داخلية لديها أطماع سلطوية ومشاريع حزبية وطائفية ومذهبية ومناطقية صغيرة من تقسيم الشعب إلى فئات متناحرة ومتصارعة في سبيل تحقيق أجنداتها ومشاريعها السلطوية ، لتجعل من الأخ عدواً لأخيه ولتجعل من الشعب عدواً لنفسه ..!!

ولا تحدث هكذا حالة إلا عندما يعاني الشعب حالة من الغباء المستعصي ، حالة تجعل من افراده مجرد قطيع تقوده وتتحكم فيه قوى حزبية أو مذهبية او طائفية او مناطقية أو قبلية نافذة ، تنفذ من خلاله أطماعها ومشاريعها الخاصة بها ، تستغفله وتستغله لتحقيق مصالحها السياسية وأطماعها السلطوية ، ليدخل في عملية تدمير ذاتي دون ان يدرك أو يشعر بذلك ، كونه يعيش في حالة غفلة معطلاً لتفكيره وعقله ، تاركاً أفراد وقوى نفعية هي من تفكر بالنيابة عنه ، بمعنى سلم مصيره ومستقبله بيدها لتسوقه إلى المهالك إرضاءاً لنزواتها وأطماعها ، مقدمة مصالحها السلطوية على مصالحه العليا ، في حالة تثير الشفقة والحزن ..!!

نعم يصبح الشعب عدواً لنفسه عندما يسمح لأفراد وقوى نفعية ومصلحية وسلطوية نافذة بتقرير مصيره ومستقبله ، لتصبح مصالحه العليا وثوابته وسيادته وقضاياه مجرد شعارات ترفع للمزايدة وللاستهلاك الاعلامي فقط ، فعلى سبيل المثال في اليمن بات واضحاً وضوح الشمس بأن مصلحة الشعب اليمني تكمن في وقف الحرب وتحقيق السلام والشراكة الوطنية ، لكن بعض القوى النافذة والأطراف الحاكمة ترفض كل مساعي السلام ، لأن مصالحها تكمن في استمرار الحرب وافشال كل مساعي السلام ، ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعب المستسلم لها والمنقاد خلفها ..!!

وهذا أمر طبيعي فعندما يصبح الشعب عدواً لنفسه ولمصالحه ، لن يهتم احداً به ولا بمصالحه ، وليس هناك أي استعداد من أي طرف تقديم أي تنازلات من اجل تخفيف معاناته ، مهما كانت بل لقد وصل الحال بتلك القوى والأطراف رفض فتح المعابر البرية الداخلية بين المدن والمناطق ، دون اكتراث بحجم المعاناة التي يتجرعها أبناء الشعب نتيجة ذلك ، وهذا هو الوضع الطبيعي لشعب يعادي نفسه بنفسه ، وانقسم على نفسه بنفسه ، وأنقاد خلف قوى نفعية لها أجنداتها ومشاريعها المتعارضة مع مصالحه وثوابته ، ففي هكذا حالة تكون الاولوية والأقدمية والأهمية لمصالح القوى النفعية الحاكمة ، ومصالح الشعب وقضاياه تصبح من الثانويات ، فالشعب عندما يصبح عدواً لنفسه لن يجني سوى الأسوأ حاضراً ومستقبلاً ..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار