<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

مايوـ هل انتهت المسرحية؟!

(عدن توداي)

مقال لـ:  حسين السليماني الحنشي

أبدع الممثلون الأوائل على خشبة المسرح ، المصنوعة من جماجم الجماهير ومعاناة الشعب ، ومن خلفهم ديكور مشوّه بالآلام والأمراض والجوع والتخلف والتشرد، يعكس مدى السنوات الخوالي…
كانت مسرحية هزيلة، تدور أحداثها خارج (النص المعلن عليه) وما هي إلا لحظات، ويقع الصراع الذي كشف عوراتهم…
فقد حدث الصراع والتشابك بينهم ووجه كل واحد منهم ضرباته القوية للآخر، مما جعل المسرح ينقلب إلى حلبة ـ كحلبة المصارعة ـ، مما زاد فيهم النشوّة حين دخل بعض “المنتجين” … فكانت الضربات تتوالى على بعضهم البعض، وكانت بعضها تصيب الجمهور ، فيقع منها إصابات بالغة، وفي نفس الوقت كانت ضربة قاضية لم يشعر بها الممثل الآخر؛ حيث استخدم فيها الخدعة نحو غريمه حتى أخرجته تلك الضربة خارج المسرح!
طلع الفائز على المسرح المتهالك، واختار من يكمل معه المسرحية من الجمهور؛ حيث تفّرد بالمسرح والجمهور، واختار من الممثلين من كان على هواه، وأكثرهم حماسة له وتصفيق!
*وماهي إلا لحظات ، ويدخل بالقوة أبناء الشوارع من عدة جهات على خشبة المسرح، ويفرضون أنفسهم كممثلين!!*
وتغيرت بعض الوجوه على خشبة المسرح مماجعل الجمهور يستأنف المشاهده المباشره للمسرحية…!
لفت الأنظار أبن الشوارع وادهش الكل بخروجه الواضح لعدم فهمه النص أصلا!
وتمتع اغلب الجمهور *(الباقي من حقل التجارب…)*، *علما بأن العقلاء لم يأتون للمشاركة في المسرح!*
لكن أستمر المشوهون بمشاهدة ممتعة حين أتجه إبن الشوارع نحو العجوز الفائز السابق مما وجه له نفس الضربات وكأنه يعيد المشهد الدرامي السابق والذي عاشه الجمهور قبل لحظات، مما قضاء على العجوز الفائز بضربة أفقدته حياته، وتشتت الممثلون على خشبة المسرح الدموي…
ولم يبقى على المسرح غير أبناء الشوارع وبعض بائعين البغاء!
تسأل البعض كيف حققوا أبناء الشوارع الفوز بسهولة؟
كان لسان حالهم يقول: بما كنا نشاهده ، من حيل وخداع ، العجوز الذي يوهم بها فريسته!
والبعض منهم قال: لا، بل قرّب لنا تلك المسافات المخرج، وهو من ضمن السيطرة لنا على الموقف….
تقاسموا المسرح ، بمخرج استغل جهلهم وجشعهم وسفالتهم وربح بصورهم وحركاتهم رواية جديدة، من خارج النص، قد لا يعرفها الجميع حتى الممثلين أنفسهم، وتركهم صورا مرعبة واشباح مخيفة؛ تتحكم بالمسرح، مما زاد أغلب الجمهور خوفا، من تلك الاشباح التي انتشرت في أنحاء المسرح… مما ساقتهم إلى خشبة المسرح المتهالك فسقط بهم، وأحدث فيهم جروح دامية، ودهس بعضهم البعض، نتيجة التدافع. انقطع التيار الكهربائي…، فختلط الممثلون مع الجمهور، وانقسموا إلى أقسام تتحارب …
فكانت كل جماعة تسيطر على مكانها، ويمنعون الإقتراب منهم، وأغلق البعض دورات المياه، ومنع دخول الغذاء والدواء وأطقم الإسعافات، وسمعت أصوت صفارات الطوارئ بكل زاوية. كانت مأساة، وزدادة المأساة أكثر من بداية صعود أبناء الشوارع المسرح !.
*كانت المسرحية الجديدة بعنوان (ماذا نريد؟)*
*عكس المسرحية الاولى، التي كان عنوانها (أهلا ـ مايو)*
بعد تلك المهزلة، كان البعض يعلن ويشتم…!
والآخر ينكر عليه تلك الشتائم …
هنا تساءل العقلاء، عمّا تختفلون؟
وانتم من مستنقع واحد .
لماذا تكرهون بعضكم البعض؟
لقد اجتمعتم بالقوة على خشبة المسرح الوطني لإعلان مسرحية بممثلين زور، فكان؛ الكذب والبوار والفجور وعظائم الأمور….
ليس للزمن والشهور عيب، بل هو عيبكم…
تضعون عيبوبكم وقبائح أعمالكم، ثم توجهون أصابع الاتهام إلى اليوم والشهر…
ثم قال العقلاء: لقد ووضعتم بكل الشهور ـ مسالخ ـ وهدمتم صروح الفن والثقافة والعلم والعمل!
أننا، للأسف نعيش مسارح متعددة، وفصول متنوعة….
ألا يكفي تلك المجاز والدمار والجوع والأمراض والحصار والظلام، وانقطاع الخدمات.
لقد سقط سقف المسرح الوطني وهدمتم أركانه!
الى اين إنتم سائرون…؟
أم هناك فصول جديدة تأتون بها على الباقية؛ بعناوين جديدة؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click.  ar and vr are still in their early stages, but they have the potential to revolutionize social media marketing. With the spotify music and podcast app, you can play millions of songs, albums and original podcasts for free.