من القصص الواقعية.. ★الناجي[6]★
عدن توداي:
يرويها الكاتب / حسين السليماني الحنشي
★المعجزة تتحقق★
نزلنا من سيارات المنظمات الإنسانية إلى المخيمات المعٌدة لنا في مدينة (الكود).
كان رجال المنظمات يسجلون الوافدين إلى المخيم بسجلاّت خاصة بهم، وكان يقف الرجل أو المرأة ويقف خلفهم أبناؤهم ويسجلون العائلة ويعطى لها بعض المستلزمات المنزلية من الفرش وغيره …
بقيت لا أفهم شئ مما يدور.
وكنت أنظر لمن يسجلونهم ويوزعون عليهم بعض الأدوات المنزلية، كانوا يأخذونها ومعهم أفراد عوائلهم، حتى وصل إلّي رجال المنظمات الخيرية ، قالوا: لماذا لا تذهب مع أسرتك ؟
أخبرتهم أنني دون أسرة!
أرشدوني رجال المنظمات الخيرية: أن أجلس هنا حتى نبحث عن أسرتك.
خرجوا من الخيمة ووجدوا بعض الرجال من اللاجئين الصومال، يحملون أمتعتهم من أدوات الطبخ والفرش التي أستلموها ، وقالوا لهم رجال المنظمة: هل تعرفون هذا الصبي الذي وصل للتو معكم ؟
قال رجل صومالي: نعم، لقد وصل معنا دون أب وأم!
وتفرقنا على شاطئ البحر، ولم أشاهده ، ظننت أنه مات…
بقيت حوالي ثلاثة أيام بمفردي مع رجال المنظمات الخيرية،
ولا أعلم إن أبي وأمي وإخواني بجانبي!
وصل أبي الى مكتب المنظمة، يسأل عن العيادات الطبية للعلاج.
وكانت علامات المرض تظهر على وجهه.
وحينما نظرت إليه نهضت وقلت: أبي أبي ، قال: محمد أبني وجلس على ركبتيه وعانقني عناق شديد مع البكاء الشديد…
أخبرت رجال المنظمة إن هذا هو أبي.
خرجنا من مكتب المنظمة .
قال أحد رجال المنظمة: هناك تقع العيادة الطبية.
قال أبي: لقد شفيت من مرضي، وهو يحملني على كتفه!
وصلنا خيمتنا ، فدخلنا على أمي ، وهي لاتعلم بنا، ووضعني أبي على ظهرها وهي جالسة.
قالت أمي: ماهذا وإذ أنا أمامها ؟!
فسقطت على الأرض مغشياً عليها …
