<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

لعنة الملكة

مقال لـ: عمر الرخم

في عدن قصة ظلم بدأت في العام 1967 منذ خروج الاستعمار البريطاني “البغيض” ولازالت مستمرة حتى اللحظة، وكان ومازال ضحيتها مدينة عدن وأبنائها الذين اعتادوا على المدنية والنظام والقانون في عهد الملكة.

وبرغم تغير الأنظمة وتعدد الشخصيات التي حكمت إلا أن جميعهم يتفقوا على استمرار قصة الظلم هذه، وكأن حقاً لعنة الملكة تلاحق هذه المدينة وأبنائها.

فمن خرج من عدن في عام 1967 وعاد الان سيجد أن البنية التحتية للمدينة لم تتغير باقية مثلما تركتها الملكة قبل خروجها، فلا الرفاق غيروا فيها شيء ولا نظام صنعاء المركزي، أما أبنائها فحالهم من سيء إلى اسوء.

الظلم في هذه القصة يزداد أكثر فأكثر، فالظالمون الجدد لم يكتفوا بجميع أنواع الظلم المختلفة التي مورست ومازالوا يمارسوها على هذه المدينة من إنعدام للخدمات الأساسية وحرمان أبنائها من الوظائف والمساكن وخيرات مدينتهم، بل ازدادوا طغياناً وجبروت على أبنائها وحرموهم حتى من أن يجدوا مسكن إيجار بالعملة المحلية يأويهم وأسرهم وجعلوا جميع العقارات ايجارها بالعملة الصعبة.

أصبح العيش اليوم في عدن لمن استطاع إليه سبيلا، أما المواطن العدني البسيط حُرّم عليه العيش في مدينته، فلا يجد بيت يأويه ولا راتب يعينه على العيش وسط هذا الغلاء المعيشي الفاحش، والسبب أن لا ظهر له ولا سند يدافع عنه وينتزع له حقوقه في ظل وضع ألا دولة الذي نعيشه اليوم.

عدن كانت ومازالت أم للجميع وتحتضن الجميع دون أي تمييز عنصري سواءً كان ديني او مذهبي او قبلي او مناطقي فالجميع فيها سواسية، إلا أبنائها فكل من أتى إليها واحتضنته يرى نفسه أعلى من أبنائها ويتعامل معهم بتعالي، وهذا ليس عيب فيها أو خطأ منها بل هو عيب فيمن يأتوا إليها وتعاملهم بالحُسنى ويجازوها بالسيئة، مثلما يقول أبو الطيب المتنبي ” إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا” وكما قال المثل الشعبي “اللي ما يقدر يجازيك يصبح يعاديك”.

ستبقى عدن أم المساكين وسيأتي اليوم الذي ستُنصف فيه هي وأبنائها، فالظلم لا يدوم مهما طال الزمن سيأتي يوم ويحق الحق فيه ويزهق الباطل، هذه ثقتنا بالله وعند الله لا يُظلم أحد.
وعند الله تجتمع الخصوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
5 apk download store9. Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click. The role of technology in import export business.