<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

العبيد ـ لا يصنعون الحرية !

عدن توداي

مقال لـ:  حسين سالم الحنشي

يعتبر الواقع المرير للشعوب المغلوبة انها سلّمت رقابها ورهنت كل ما لديها للأصنام المشوهة وشربت العبودية وعشقتها بل وصل الأمر بها إلى القتال في سبيلها!

و لن يعيشوا الا بها ،، وحين تقع الصراعات البينية و يحرم البعض الآخر من لذة العبودية التي كان يعيشها ، يوطن نفسه لصنم قادم يختلف في الشكل والاسم فقط!

والذين رقصوا على جثت الصنم البائد ظنوا انهم سيكونون احرارا ، فأتوا بصنم و عبدوه ، ثم هكذا بعد انهيار كل صنم كانوا يعبدونه بسرعة البرق يأتون باسياد لهم من ميدان الصراع ، أو من خارجه أو (عبادة عن بعد) وتعيش هذه الشعوب في دوامة الصراع من أجل العبودية ؛ وتجدهم يصنعون الاغلال التي تربط أعناقهم ليكون الواحد منهم عبدا مطاع …

هذا هو التاريخ الذي سجل اوراق العبودية والخنوع ، ولم يطعموا فيها الحرية ؛ والدليل ماتعيشه تلك الشعوب من صراعات لاتتوقف ـ من أجل العبوديةـ وإذا أمعنت في شعوب الأرض تجد أكثرها آمنة مستقرة ، وتجد الاختلاف في اللغة والبشرة والديانات والأفكار المختلفة والأحزاب السياسية المتعددة ؛ تعيش الحرية والعدالة في واقع الحال!

بينما تلك الشعوب المغلوبة والتي أزعجت المعمورة بحروبها من أجل الحرية المزعومة التي لا مكان لها ؛

بينما هي حروب تقيمها ضد من يحمل الحرية لها…

وحين وقف من رهنوا أنفسهم للعبودية أمام (لثلايا) مثلاً…

قالوا: انك تستحق الإعدام، فرد عليهم الثلايا بصوت عال : [قبّحت من شعب أردت لك الحياة، وأردت لي الموت] . وهنا قام السياف بتنفيذ أمر الإعدام ، أمام العبيد ، ولم تسعهم الفرحة وقاموا بالتصفيق ، وهكذا هم العبيد ولازالوا بنفس الميدان وبنفس السيد والزعيم يرقصون على جثث الاحرار !

نعم نسمع ترديد الحرية باللسان : نحن اعز شعب ، نحن للحرية فداء ، نحن نعيش الحرية ، لكن لا تجدها إلا في اللسان والشعارات التي ترفعها العبيد ،واذا لم تجد القيود لها مزقت تلك الخِرق التي ترفعها حتى تعلن لسيدها كم هو إخلاصها ، ليقودها بقيود بالية سهلة ؛ لأن القلوب قد شربت العبودية !

نعم ‬‏هناك معالم فكر سياسي شعبوي بامتياز ابتداء من قيام الثورات العربية التحررية ، التي حملت أسماء كثيرة ولها أفكارها النيرة بغض النظر عن ما تحمله من أيديولوجية؛ لكن ما أسقط تلك النخب هي العبودية التي أعمت العيون…

وقد آمن بافكارهم الثوار …

لكن المشكلة تكمن في [بنادق العبيد المصوّبه إلى كل الاتجاهات، إلا الاتجاه الصحيح]!

وهذا ما أفقد ثوراتنا الأسس الصلبة التي تستطيع ان تقوم عليها ،ومنها تستطيع مواكبة التطورات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها العالم ـ عالم الانجازات ـ في الحرية ، والعدالةالاجتماعية والكرامة الإنسانية ، التي فقدها كثير من الشعوب المغلوبة ، والمشكلة انك تجد جماعات وقطاعات كبيرة من المجتمعات لا زالت تنتظر الحرية من العبيد !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Premium apk spotify 8. Perfect click – photography learning institute. Image source social media.