هند الإرياني: إيران وثورة اليمن ودعي شعرك يتنفس

كتب: هند الإرياني
في ثورة 26 سبتمبر في اليمن عام 1962 كانت النساء ترددن جملة (تحررين يا خواتي) أي أن الدعوات لحرية المرأة، وحصولها على حقها في التعليم في الوقت الذي كان لا توجد فيه مدرسة واحدة للنساء كان من ضمن أهداف هذه الثورة، وكانت النساء تستخدم لغة بسيطة للتعبير عن ذلك “تحررن يا أخواتي” أي تحررن من الاستبداد، والظلم الواقع عليكن، وكان ذلك، وحصلت النساء على الكثير من حقوقهن في التعليم والعمل.
عندما جاء “الربيع العربي” لليمن في عام 2011 أتذكر بأن هناك فتيات كتبن عن الحجاب ورغبتهن في خلعه، وكان ذلك ضمن حملة إلكترونية تحت شعار “دعي شعرك يتنفس”، أثارت الحملة سخرية الرجال في وقتها، والذين لم يستوعبوا أهمية الشعور بالحرية، وحق المرأة في اختيار ما تلبسه.

اليوم أشاهد نفس هؤلاء الرجال متحمسون للحراك الذي يحدث في إيران، والمناداة بخلع الحجاب، الغريب أنهم استوعبوا الآن علاقة فرض غطاء الرأس بنظام الحكم، والاستبداد الذي يمارس على المجتمع تحت سلطة دينية ديكتاتورية، وأصبحوا داعمين لهذا الحراك الذي ينادي بحق المرأة في التحرر من هذه السلطة القمعية، والذي يرمز لحق كل المواطنين في العيش بحرية بعيداً عن السلطة القمعية.

ولكن لماذا عندما نادت تلك الفتيات في اليمن في ذاك الوقت أخذوا الموضوع بسخرية؟ ربما خافوا من تمرد هؤلاء النساء؟

للأسف يتم استخدام النساء عندما يكون ذلك في مصلحة طرف معين، وليس فعلا إيماناً منهم بالقضية، وبحق المرأة في أن تملك جسدها، وما ترتديه. أتخيل لو فعلت النساء في اليمن ما تفعله نساء إيران اليوم، فخرجن للشوارع، ونزعن الحجاب. ماذا سيحدث؟ أتوقع أن يقوم بعض الأهالي بقتل بناتهن باعتبار ذلك عاراً وعيباً أسودَ لا يغتفر.

المرأة اليمنية لا تستطيع حتى أن تعبّر عن رغبتها في خلع الحجاب، وأنا شخصياً عانيت كثيراً لأنني اخترت أن أضع صوري أمام الجميع، وألا يكون لي وجهان، أو رأسان؛ واحد للمجتمع، وآخر لنفسي. ورغم أنني لست في اليمن إلا أن هذا الخيار أتعبني كثيراً خاصة في البداية، وإلى يومنا هذا لا يزال هناك من يكتب لي “غطي شعرك أولا ثم قولي رأيك”! وعجبي.