<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

جاور بحر ولا تجاور ملك.. كتب /نصيب عبده سيف

عدن توداي

بقلم/ نصيب عبده سيف

تتردد هذه المقولة على مسامعنا كثيرا ومنذ زمن بعيد… لم نكن نعيرها اهتماما يمكن لجهلنا بمغزاها الحقيقي وتأويلها الصحيح…هناك ما جعلنا ننصرف عن التعاطي مع هذه العبارة ومحاولة الوقوف عليها نظرا لما عانته بحارنا الداخلية من عبث على الرغم من كونها مصدر رزق الصياد وعمله الذي توارثه أبا عن جد…

في زمن ما هجمت السفن الصينية والمصرية وغيرها على ثروتنا البحرية تحت بند الاستثمار… سفن حديثة بطواقم أجنبية وعن طريق اتفاقيات تعقدها مع الوزارة المعنية تعطي الحق لهذه السفن بالإصطياد في البحر … قانونا يتم تحديد المسافة التي يجب أن تتواجد فيه هذه السفن لمزاولة نشاطها بحيث تكون بعيدة عن الأعماق التي يصطاد فيها الصياد التقليدي البسيط…

تقوم الجهات المعنية في الوزارة بأرسال بحارتها الموظفين لديها وتوزيعهم بمعدل فردين في كل قارب أجنبي… مهمة هؤلاء هي الرقابة على هذه السفن إذا ما خالفت قوانين الأصطياد المتفق عليها مع الوزارة… يلعب الدولار عند بعض ضعاف النفوس لعبته ولأن القرش يلعب بحمران العيون تكفي حفنة بسيطة من هذه الدولارات في جيوب البعض ليغمض عينيه عن كل ذلك العبث بالثروة السمكية… فلا التزام بالقوانين ولا بالمسافة المحددة ولا بنوع السمك الذي جاءت من أجله… يتحول الجرف لجرف عشوائي دمر الشعاب المرجانية واستنزفت الأسماك والمتأثر الوحيد كان الصياد الذي عانى الأمرين من جراء هذه السفن الشيطانية…

حورب الصياد في لقمة عيشه ومصدر رزقه الوحيد وانعكس ذلك على حياته وحياة اسرته بشكل وآضح واضطر البعض أن يهجر البحر ومزاولة الاصطياد بسبب ذلك الاستنزاف الجائر للمخزون السمكي… توقف نشاط تلك السفن بعد أن بدأت الجهات المعنية تتنبه للمخاطر التي ترتبت على هكذا نوع من الاستثمار…

احتاجت البحار للتعافي مدة من الزمن…وبدأت خيراتها تلامس حياة الصياد وما غزارة انتاج الحبار للموسم الماضي إلا دليل على ذلك التعافي ..مجورة البحر وفي ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية جعلت من سكان الشريط الساحلي الأوفر حظا من سكان المدينة حيث فتح ذلك القرب أبواب رزق متعددة للصيادين وأسرهم مما خفف من وطأة الضغوط التي سببتها موجة الغلاء الموجعة والمرهقة لكاهل البلاد والعباد…

عاد الأمل إلى تلك النفوس اليائسة وبدت علامات الارتياح والرضى واضحة على تلك الوجوه السمر وعمل الصيادون بجهد واجتهاد طمعا بكرم الله وفضله وبعودة تلك الثروة لعهدها السابق وبمستوى الارتياح الذي ناله الصياد أدركنا مغزى تلك المقولة (( جاور بحر ولا تجاور ……….)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
إذا كنت تبحث عن بيع اثاث مستعمل في الدمام ، فأنت في المكان الصحيح. 5 apk download store9. Offcanvas coin score online.