<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
فن

من القصص الواقعية.. ★الناجي [14]★ ★ضياع الحلم★

عدن توداي:

يرويها الكاتب / حسين السليماني الحنشي

وصلنا بمشيئة الله إلى مدينة (خميس مشيط السعودية) والتي كانت أمي متواجدة فيها.
التقينا ببعض الإخوة من الصومال ، وسألت عن أمي ، قالوا: أمك للأسف الشديد تم القبض عليها مع بعض العوائل ، وتم ترحيلهم إلى إثيوبيا!
حزنت حزنا شديدا بسماع هذا الخبر…
مكثت بمدينة خميس مشيط، مايقارب ثلاثة أشهر أعمل في مستشفى ، أغسل السيارات،
وبعد مرور هذا الوقت، قررت بعدها المضي نحو تحقيق الحلم الآخر ، الذهاب إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة!
خرج معي الزملاء وبينما نحن نسير بوسط الصحراء تراجع البعض، وقالوا : هذا خطأ إن نمضي نحو الصحراء القاتلة ، أو يتم كشفنا من قبل دوريات الأمن، تراجع الكل من الزملاء ، وهم أربعة وأنا الخامس، عن الخوض في الصحراء.
كنت أكثرهم تشجيعا لهم.
كان بقلبي شوق إلى (الكعبة المشرفة، والمسجد النبوي الشريف) ولأنني صغير لم أستوعب كثيراً من الأشياء، كنت مصّرٌ على الإقدام نحو المجهول.
كنت أظن إن السعودية، بمجرد دخولك الحدود قد وصلت إلى كل السعودية، كانت هذه نظرتي القاصرة، حيث كنت فعلاً قاصر، فأنا لازلت في عمر الطفولة، لكن حماسي واندفاعي، يجعلني أخوض المعترك ولو بنفسي؛ لكن كانت بلاد بها مساحات واسعة، وتغطي أغلب تلك المساحات الرمال الصحراوية المميتة، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تراجع الزملاء، ورجعوا إلى مدينة ـ خميس مشيط ـ وهناك يمكنهم الإستقرار والعمل فيها.
بالطبع نحن لا نملك وثائق مثل: الترخيص بالدخول أو ترخيص بمزاولة الأعمال أو جوازات السفر.
نحن الآن مجهولون الهوية الشخصية.
مضيت بنفسي في طريقي وكنت أخشى من الدوريات الأمنية التي تجوب الشوارع والأسواق والطرقات.
لكنني تمكنت من الوصول إلى خطوط مسفلته ، ووقفت بها لحظات من الزمن، ثم توقفت سيارة بالقرب مني، وهي سيارة تبدو شاحنة عليها رافعة صغيرة، نزل صاحبها يتفقد بعض الاشياء فيها وكان ينظر إلى أسفل الشاحنة.
تقربت منها أكثر وطلعت في مؤخرة الشاحنة ، حتى وصلت بي إلى مكان بعيد.
توقفت الشاحنة لتحمل على ظهرها سيارة صغيرة كانت متوقفة على جنبات الطريق. تفاجأ الذي يقود الشاحنة بي وهو يقول: من أين أتيت ؟ كأنه لم يشعر بي وأنا معه.
قلت له: أين الطريق إلى مكة المكرمة ؟
قال: من هنا ، ولكنها بعيدة ، هل تريد العمرة؟
قلت له : نعم.
قال: الله يوفقك ، أأنت صومالي ؟!
قلت : نعم، أتيت إلى هنا من أجل الكعبة المشرفة.
انا مسلم ، إني أحبها!
فأخرج مبلغ من المال وأعطاني منه ورقة واحدة ، لا أتذكر ما قيمتها النقدية، ثم أخرج خبز كان معه ومعلبات من العصائر و ثلاث تفاحات.
فقال: الله معك ياولدي، لكن هذا الطريق الذي سلكناه عكس الطرق القريبة إلى مكة، ستأتي إلى طرق بعيدة ، لكن عساك تجد الإفلات من دوريات الأمن ؛ لأنها طرق خلفية وخالية وصحراوية وقليل من يمر بها، فرجع بنفس الخط الذي أتى منه، وتركني أمام الصحراء وجها لوجه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Perfect click – photography learning institute. How to build a socially responsible business : sociopreneur business gossips. Sonic forces – running game 4.