<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
فن

من القصص الواقعية.. الناجي [31]★ ★على متن القارب المتهالك ★

عدن توداي:

يرويها الكاتب / حسين السليماني الحنشي*

جاء دورنا في الركوب على متن القارب المتهالك، كان ركوب الواحد منا بصعوبة بالغة للإجهاد الذي بلغ مبلغه منا.
كان طلوعنا حلم يراود كل واحد منا، أحسسنا بالراحة على الرغم من الإجهاد والتوتر النفسي الذي وصلنا إليه؛ لأننا تخلصنا من الشاطئ والصحراء وبقي معنا العقبة الأخيرة (البحر)…
وأنا على متن القارب الممتلىء بالمهاجرين ، تذكرت رحلتي الأولى ، وأنا طفل صغير مشردا وحيداً، وكذا أنا اليوم أيضاً مشردا وحيداً. تمنيت لو كنت كما كنت بالرحلة الأولى صغيراً لايستوعب الاشياء، ولا يدرك ما حوله ، كان إخماد بكائي وحزني قد يكون بقطعة خبز أو شئ من هذا القبيل …
لكن هذه المرة إجتمع إرهاق الشاطئ والصحراء وفراق الأحبة والخوف من القادم، ومن أمواج البحر القوية، والعواصف ، أو من جهات أخرى يتعمّدون إغراق المهاجرين مع قواربهم…
كان هناك شئ لم أكن أعرفه من قبل، وهو (البرد الشديد)، و مشكلتي أنني الآن أدرك الاشياء بشكل جعلني أجمع الإرهاق والتعب والخوف والحزن مع الضيف الجديد ـ البرد ـ إلى إخواته التي سبقته في المعاناة، مما زادني هلع مما أنا فيه، وماهي إلا لحظات ويصيح البعض هناك موت، وماهي أيضا إلا لحظات ويصيح آخر هناك موت!
كانت رحلة شبية بالرحلة الأولى،
مات الكثير، وصاب الكثير منا الإعياء، وبينما نحن بوسط البحر ، نفذت الوقود للمحرك الذي يدفع القارب وتوقف بنا وسط البحر، كان الجوع والبرد قد أخذ منا مبلغه، وسقط ألكثير منا، ولم أستوعب كثيراً من تلك اللحظات غير الأنين والصراخ الشديد….
وقف بنا القارب وسط البحر في منتصف الليل إلى عصر اليوم الثاني، عندما أكتشفت القوات البحرية الإيطالية موقعنا، وأرسلوا لنا قارب يتسع لنا وأخذونا من وسط البحر.
كنت لا أعلم بهم والا أعرف أين أنا.
وأول ماوصلنا إلى إيطاليا،
أخذونا إلى مركز خاص بالمهاجرين الغير الشرعيين.
كان يظهر علينا التعب والارهاق، فقدت السيطرة على نفسي وكأنني بلا وعي، كنت مصاب بالأعياء، لم أستطيع الحركة كانت تأخذني نوبات…
كان الأنين فقط هو الصوت الصادر منا…
كنا بوضع لايحسد عليه.
من التعب كنا جثث بعضها فوق بعض، كان رجال الدفاع المدني الإيطالي تقريباً يحملون البعض منا ولا يستطيع أحدنا حتى تحريك أطرافه…

وللقصة بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار