<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
فن

من القصص الواقعية.. ★ الناجي [30]★  ★التنافس المؤلم★

عدن توداي:

يروبها الكاتب / حسين السليماني الحنشي*

كان أغلب المهاجرون يهرعون إلى القوارب الصغيرة التي تأتي خلسة لنقلهم.

كان ألكل يدفع ما لديه من النقود أو الذهب، أو حتى الهواتف المحمولة ، كانت المبالغ زهيدة الثمن، لكنها كبيرة عندنا ؛ لأنها الأموال التي نملكها.

فنحن ندفع الثمن من أجل إن نشتري( الموت) ، فلا نجد غير تلك الأموال، ولو كنّا نملك أكثر لدفعنا مالدينا…

والبعض لايملك شيء، فقد أخذت العصابات مايملك، فتجده يقاتل من أجل أن يركب، بل يتسابق الجميع دون تمييز إلى قوارب تجار البشر، ونحن نعلم خطورتها، وندرك أن الحمولة عليها زائدة ، وهي أول الأسباب الرئيسية للسّقوط في أعماق البحار أو تدمير القارب ….

والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يقبل أصحاب القوارب تلك الأموال الزهيدة؟!

أو يحملون العدد الكبير فوق طاقة القارب؟

لأنهم لا يستطيعون دفع الناس الكثيرة، ولهذا لاينزل قائد القارب، ويقف بعيدا عن الناس، وحينما ينظر إلى العدد الكبير ، يبدأ بالحركة.

أو يأمره زعيم العصابة أو المهربين، وهم أيضا يعلمون إن القوارب متهالكة، وخارجة عن العمر الافتراضي لها.

وهذا عملهم فلا يهتمون بالبشر فهم عصابات، تتاجر بالبشر، وليس لهم عمل آخر يجنون منه الأرباح غير هذا العمل…

كانت الناس تعلم الخطر في البحر ، وتدرك خوض السفر في تلك القوارب المتهالكة ، وتعلم الأخطار الأمنية، وما تفعله الدول من اتفاقيات ضد المهاجرين الغير الشرعيين. لكن وصل الأمر بالمهاجرين أن يفضلون الموت على العودة إلى أوطانهم ، فقد كانت الأوطان التي خرجنا منها هي التي دفعتنا إلى هذا الحال، وكانت الدول التي نقصدها، هي الملاذ الأخير من الليل الذي طال سواده…

فتجد الصراعات على شاطئ البحر، من أجل الفوز بقارب متهالك، ومن يطلع أولاً ، فقد ظفر ومن يظفر به فقد فاز في نظرنا.

وهكذا يتسابق ألكل على كل قارب يأتي إلينا ، لكن كان هناك الجوع وعدم النوم لأيام ونحن على شاطئ البحر ، فزادنا إرهاق وتعب ومرض، والأغلب منا لايوجد معه متاع من الخبز وغيره. ونحن ننتظر الدور حتى يأتينا، وكان الجوع والعطش والمرض يأخذ منا الكثير من عدم التركيز.

وفي بعض الأحيان تأخذنا نوبات الصرع. والآخر منا يموت!

نعم، يموتون على شاطىء الحياة الشائك ، فقد مات الكثير من الأحبة الذين تركوا الأوطان والأهل ، فنجدهم عالقين بهذا السياج الحدودي الطبيعي جثث هامدة .

الشاطئ الوحيد الذي رأيته في حياتي ممتلئ بالجثث المتعفنة والجوع والأمراض…

وجدت الكثير من الناس عراة على شاطئ البحر ؛ لأنهم أموات لعدة أيام، ولم أجدهم يتلذذون بحرارة الشمس على الشاطئ الذهبي ، لم أجد بجانبهم علب الشراب والأطعمة الغنية بالدهون والسكريات…

بل وجدت الذباب يحوم حولهم وهم جثث…

تأتي إليهم أفراد من رجال العصابات أو من يعمل مع (المهربين) وتدفنهم قريب منا .

ونحن ننتظر الدور أما الإبحار أو الموت على الشاطئ أو الموت بوسط البحر أو النجاة والخروج بسلام من هذا الشاطىء المتعفن، ومن هذا البحر الهائج….

وللقصة بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار