<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
فن

من القصص الواقعية.. ★الناجي [28]★★مدينة الأشباح★

عدن توداي:

يرويها الكاتب / حسين السليماني الحنشي*

خرجت من بين أنياب العصابة، وكان الخوف يملئ قلبي.

كانت أصعب اللحظات التي عشتها في حياتي.

وصل الخوف بي إن أشك في من ينظر إليّ ولو بالصدفة.

أنظر للجميع كأنهم أفراد يعملون ضمن العصابات.

كنت أذعر لأبسط سبب ، كنت بحالة يرثى لها؛ لأنهم لو علموا بتلك الحيلة لضربوني حتى الموت.

وجدت نفسي بعد أيام في حالة رعب وخوف من العصابات التي تمسك بمن تجده دون أي سبب يذكر…

ذهبت إلى رجل مصري. فقلت له: أريد الخروج من ليبيا ؛ لانها بالنسبة لي خوف وموت محقق ، وأنا الآن أريد الخروج بأي طريقة، والبحث عن الطريق الذي يمكنني من العثور على الجماعات المهاجرة التي يمكنني الإنضمام إليها.

قال لي الرجل المصري: أذهب بهذا الطريق وستجد ـ قرية ـ بها ماتريد، ذهبت إلى ذلك المكان الذي دلني عليه الأخ المصري، ومكثت به خمسة أيام، كان المجتمع في ذلك المكان من الخيّرين وكانوا ليبيين الأصل ، كانوا لايؤذوننا بل يقدمون لنا المساعدات وغيرها.

لكن تمكنت من وجود بعض الجماعات الخائفة مثلي من الأفارقة ولانعلم الطرق الآمنة فوقعنا في يد عصابة أخرى واخذونا إلى السجن مرة أخرى، وبقينا في السجن حوالي أربعة عشر يوماً.

حاولت التفكير بالهروب لكن لم أستطع، وكنا ندعوا الله بشكل مستمر .

كنا في ـ بيت ـ وتلك العصابة تتخذه سجنا يتبعها، كان عددنا مئة وأربعون فردا، كان وضعنا مزري للغاية في كافة الخدمات…

وفي اليوم الأخير للسجن كنا نسمع إطلاق نار كثيف، كان يقترب منا أكثر فأكثر حتى كنا ننظر للقتلى من العصابة تتساقط أمامنا، فقد هجم على تلك العصابة جماعة مسلحة وانتصروا عليهم، وفتحوا لنا الأبواب كنا خائفين منهم.

كانت المعركة قد استغرقت حوالي ثلاث ساعات، من القتال الشديد، كان هؤلاء المقاتلين يعلمون بنا، أننا بداخل البيت ، وكان أغلب المقاتلين الذين تحررنا على أيديهم يظهر عليهم الوقار والتدّين، حملونا إلى المسجد القريب من موقع القتال ويبدوا أنهم سيطروا على المدينة، وأخرجوا العصابات منها.

طبخوا لنا الطعام…

بعدها أطلقوا سراحنا وقالوا: أنتم احرار…

فرحنا فرحا شديدا.

انطلقنا في طريقنا…

كنت دائما أتذكر أمي حين توصيني بأن أكون مع الله، وهي تقول: “أذكر الله في الرخاء حتى يذكرك في الشدة “، فشكرت الله على هذه النعمة، والنجاة والتوفيق بالأعمال التي عملت بها مما زاد في دخلي وجني الأرباح منها.

كان مكوثنا في ليبيا مايقارب سنتان…

ونحن الآن نسير بأمان إلى الميناء الذي سوف ننطلق منه إلى أوروبا…

 

للقصة بقية….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار