<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
فن

من القصص الواقعية.. ★الناجي [27]★ ★قاب قوسين أو أدنى★

عدن توداي:

يرويها الكاتب / حسين السليماني الحنشي*

حينما وصلنا الى مدينة (بني وليد الليبية) لم نعلم أن فيها عصابات، بينما نحن نعلم من قبل الحرب في ليبيا، لكن لم نتصوّر أن فريقا من المتقاتلين يلجأ إلى سجن الأفارقة الذين يأتون إلى ليبيا هربا من جحيم الأنظمة التعسفية للأسف الشديد، والهاربون من الحروب التي تعصف بالبلاد الأفريقية!
تم اختطافنا أول ما وصلنا (بني وليد) كما يبدو من عصابة كانوا يطلقون من ألسنتهم ألفاظ خارجة عن المألوف، كانوا لايتوارعون في الضرب أو حتى القتل، كان ألكل منهم خارج السلوك السوي للإنسان، يظهر عليهم الإجرام في تصرفاتهم الخالية من الرحمة!
تم سجننا بسحن من المستحيل الخروج منه ، في هذه اللحظات الحرجة، أتصلت بأمي بما بقي معي من طاقة في جهاز الهاتف المحمول، وكنت حريصاً على التواصل معها ، كي تطمئن، وكنت متخفّي وصوتي منخفض عن أفراد العصابة . أخبرت أمي بأنني بأحسن حال، حتى لا أزيدها ألم فوق الالم، وحتى أن لم يكتب لي الحياة فيكون آخر ما أسمع صوت أمي….
كانت العصابة تستخدم هذا السجن من أجل دفع مبالغ مالية لهم، أو يستخدمونك ورقة رزق لما يرونه مناسبا عند المنظمات …
كانوا يوهمون المنظمات التابعة للدول الأوروبية أنهم يمسكون بالمهاجرين غير الشرعيين، مما يجعل تلك المنظمات تأتي إلينا، ومنها أطباء بلا حدود.
التي تشرف على الجانب الصحي للمعتقلات ، ويتم أخذك إلى المستشفى للعلاج إذا كنت تستحق العلاج…
ففكرت في حيلة عندما أخبرني أحد الأصدقاء في السجن، إن بعض الأفراد لهم أكثر من سنة وسمعت بعض القصص للتعذيب والموت في بعض الأحيان…
فقلت في نفسي لابد من حيلة أخرج بها: بعد مرور (شهر) في السجن، كان بجانبي صديق في السجن، كان ممن أتوا معي إلى ليبيا.
كان مريضاً والسعال لايتوقف منه ، فذهبت وطرقت الباب، أتى الحرّاس واخبرناهم بحالة مرضية معنا.
أنتظرنا حتى وصل المسعف ، لكن المسعف لم يفهم اللغة التي يتحدث بها المريض، أخبرت المسعف أنني أستطيع الترجمة، فأخرجوني معه.
تم الكشف عليه من قبل الطبيب .
قال الطبيب: خذ هذه الأكياس وكانت أكياس بلاستيكية لاتتجاوز كف اليد، وغدا تعال وضع فيها البصاق(العاب) حتى يتم فحصها في المختبرات الطبية.
أخبرت الطبيب إني أعاني من نفس الأعراض المرضية لصديقي.
قال الطبيب: غدا تعالوا .
عدنا إلى السجن.
قلت لصديقي المريض: ضع لي بهذا الكيس من ـ لعابك ـ حتى أخرج معك.
ففعل صديقي ما طلبته منه !
خرجنا اليوم الثاني، وأنا في حقيقة الأمر لست بمريض !
وضعنا تلك الأكياس البلاستيكية بين يدي الطبيب ، ثم دعاء أحد عمال المشفى وأعطاه الفحص .
خرجت الفحوصات المخبرية موجبة!
صرف لنا الطبيب العلاج وأخبر الممرضين بأخذنا إلى غرف الترقيد للعلاج؛ لأن حالاتنا لاتسمح لنا بالعودة إلى السجن، حتى نشفاء وبعدها يتم عودتنا إلى السجن.
مكثت في المستشفى خمسة أيام، كنت لا أتناول العلاج وكان الدواء من الحبوب ، أضعه في برميل الغمامة!
أخبرت صديقي بالهروب وأنني أخطط لذلك.
لكن صديقي كان مريضاً بشكل واضح، وكان خائفا عن نفسه؛ لأنه مريض، ولايستطيع الهروب معي، وجلس حتى يستكمل العلاج…
كنا نخرج من المستشفى نمشى حوله وكنت أتعرّف على الأماكن للهروب.
بعدها تمكنت من الهروب…
ووجدت طريق الحرية لكنه محفوف بالاشواك السامة والقاتلة…

وللقصة بقية….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار