من أعلام مديرية/الوضيع ـ واليمن {عبد ربه منصور هادي}
عدن توداي
مقال لـ: حسين السليماني الحنشي
يعتبر عبدربه منصور هادي الدنبوع المارمي، من أسرة فلاحية، والمنتمي لقبائل آل بالليل الفضلية ، وهو من أعلام أبين واليمن!
وقد تعلم من والده الإصلاح بين المتنازعين حينما ياتون الى والده كشيخ لقبيلته. وهذا كان في بدايات حياته في السلطنة الفضلية (أبين ـ الوضيع) ودرس وتدرج بمسئولياته المدنية والعسكرية حتى وصل الى أعلى الهرم في سلطة البلاد، ولم يكن على طول تاريخه ممن عرفوه انه كان يلهث خلف السلطة ، ولم تكن له صولات وجولات من أجلها.
وهو الرئيس الوحيد من (أصل يمني يحكم اليمن الموحد) منذو ردحا من الزمن ليس بالقريب.
وهو الشخص اليمني الذي لم يجد الخلاف على( أصله ونسبة كيمني ).
وقد اتفق مع سيف بن ذي يزن ،
بنفس العصابات الفارسية التي قتلت الملك سيف بن ذي يزن، واستولت على الحكم وأرادت فعل نفس الموامرة مع ـ عبدربة منصور هادي ـ في صنعاء مرتين مرة من قبل الحاكم الفعلي بصنعاء (علي عبدالله صالح) في مستشفى النهدين ومرة على يد الحوثه. واخرها اجتمع الاثنين في عدن لقصف المقر الرئاسي بالطائرات.
والتي ترى لنفسها الحق الإلهي في الحكم، وقد ساد حكمها لليمن اكثر من 1380عام تقريباً.
ويعتبر هو الرئيس المجمع عليه لأول مرة بتاريخ اليمن في انتخابات 21 فبراير 2012م الذي توج بالحكم في اليمن بعد الملك سيف بن ذي يزن..!
وقد جاء عبر تاريخ اليمن الكبير ، إن من يحكم – صنعاء و حضرموت ـ يطلق عليهم (تبع) وهو ما يعرف بذلك…
وقد اجتمع مجلس النواب الممثل للإنسان اليمني، شمالاً وجنوباً وشرقا وغرباً ، في صنعاء وأقسم اليمين الدستورية أمامهم، وكانت ومازالت تعرف بأنها محور الشمال اليمني.
وسُلمت له السلطة، وكذلك إجتمع نفس المجلس بعد غيابه الطويل من الانعقاد ، نتيجة انقلاب جماعة الحوثي على مقرات السلطة في صنعاء. مما دعاه للانعقاد في قلب حضرموت (سيؤن) التي تمثل الإنسان الحضرمي، وفيها اثار الإنسان الحضرمي وحضارته!
وهذه شرعية إضافية ، جعلته يتمتع بصفات تقرب الى(تبّع) !(*)
ولد /عبدربه منصور هادي الدنبوع في/١//٩ // ١٩٤٥م. في قرية ذكين، الوضيع، أبين، السلطنة الفضلية آنذاك،
تلقى تعليمه الأولي في السلطنة الفضلية، ثم في المدرسة الأم ، أكاديمية (ساندهيرست) العسكرية الملكية البريطانية عام ١٩٦٦م .
ثم أكاديمية (ناصر العسكرية العليا) عام ١٩٧٠م.
وحصل منها على درجة الماجستير من جمهورية مصر العربية ((سلاح الدبابات)) عام ١٩٧٠م
بعدها درس في الأكاديمية الروسية للعلوم.
وحصل منها على درجة الماجستير من أكاديمية (فرونزا ) في الاتحاد السوفيتي السابق ((القيادة العسكرية)).
شغل عدة مناصب عسكرية في جيش (الجنوب) عمل قائداً لفصيلة المدرعات، وبعد الاستقلال (٢٧ نوفمبر/تشرين الثاني ١٩٦٧م) عُيِّن قائداً لسرية المدرعات في قاعدة العنَد في المحور الغربي في الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، ثم مديراً لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة. سنة ١٩٧٢م.
بعدها انتقل إلى محور الضالع، وعُيّن نائباً ، ثم قائداً لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب ، بين (نظام عدن ونظام صنعاء). استقر في مدينة عدن مديرا لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إدارياً، ثم رئيساً لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولّي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة. رُقِّي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة, معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش بداية من سنة١٩٨٣م، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة.
وكان من ضمن القوى التي نزحت إلى صنعاء عقب حرب ١٩٨٦م الأهلية في الجنوب.
عمل مع زملائه العسكريين على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال اليمني، تحت قيادة الرئيس الجنوبي/علي ناصر محمد.
ثم تم تجميع القوة العسكرية إلى سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات، صنعاء في الشمال؛ لترتيب أوضاعها ماليا وإداريا، وكانت تعرف ب(الزمرة) من قبل النظام الحاكم في عدن، وتعرف با( ألوية الوحدة) من قبل النظام في الشمال اليمني ، وظل في شمال اليمن حتى يوم ٢٢ مايو/أيار ١٩٩٠م، تاريخ إعلان الوحدة اليمنية.
عُيِّن قائدا لمحور البيضاء، وشارك في حرب ١٩٩٤م. وفي مايو/أيار ١٩٩٤م صدر قرار بتعيينه وزيرا للدفاع، ثم عُيِّن نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية في ٣//١٠// /تشرين الأول من نفس العام١٩٩٤م.
وكان نائبًا للرئيس خلال الفترة ١٩٩٤م – ٢٠١٢م.
ثم اُنتخب رئيساً للبلاد عام ٢٠١٢م كمرشحٍ توافقي وحيد أجمع عليه الفرقاء السياسيين….. بعد أحداث ٢٠١٢م التي أسميت بثورة الشباب، وقد أجرى هادي عملية لهيكلة الجيش اليمني والأمن بإقالة العشرات من القادة العسكريين الموالين لسلفه الرئيس السابق / علي عبد الله صالح، وعلي محسن الأحمر. وإعاد تتنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية، وعمل هادي على إعادة بناء الجيش على أسس وطنية يكفل حياديتها وعدم دخولها كطرف في الصراعات السياسية.
وهو ماتعانيه اليمن على إمتداد سلطاتها التي لا تخلوا من القادة العسكريين !
ويعتبر عبدربه منصور هادي الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية .
كان/عبدربه منصور هادي، عسكري محض يتقن عمله المهني العسكري بشكل كبير على الرغم من الأحداث التي جرت ضد الرئيس”سالم ربيع علي”(سالمين) في عدن، وكان محسوبا عليه من الناحية العسكرية والسياسية والمناطقية والجهوية!
وبعد القضاء على (سالمين) ، لم يستطع أحد أن يملي مكانه، لنقص الكادر العسكري آنذاك ، وقد حافظ عليه كعسكري مهني يقوم بمهامه بشكلها المطلوب!
ثم عصفت الأحداث مرة أخرى في عدن في ١٣//١//١٩٨٦م، وكان محسوبا على الرئيس (علي ناصر محمد).
وهذه الازمة كانت كبيرة وشاسعة ، وكانت حرب دموية بامتياز في عدن !
مما جعل فريقه يخرج خارج الجنوب إلى الشمال ، وهنا بدأ يبرز كسياسي أكثر منها كعسكري!
وحين توحد النظامان في صنعاء وعدن، كان شكل الدولة الجديد فيه من التعددية الحزبية والسياسية، الذي يتيح له الانتماء إلى التيار الذي يرغب فيه ،أنضم بعدها إلى حزب المؤتمر الشعبي العام.
تحت قيادة رئيس نظام صنعاء واليمن الجديد (علي عبدالله صالح).
حتى كان نائب له في حزب المؤتمر الشعبي العام ، ونائب له في رئاسة الجمهورية اليمنيه.
وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي في //٢٠ //١//٢٠١٥م ، فرض الحوثيون على (هادي) ما يشبه الإقامة الجبرية في منزله لعدة أسابيع انتهت بتقديم استقالته في ٢٢يناير إلى مجلس النواب، بعد استقالة الحكومة برئاسة خالد محفوظ بحاح، غير أن الحوثيون منعوا البرلمان من عقد جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها. وبدلاً من ذلك أعلن الحوثيين عن إعلان دستوري قضى بحل البرلمان وبتولّي ما سمي اللجنة الثورية برئاسة/ محمد علي الحوثي، إدارة شؤون البلاد.
ظلَّ (هادي) قيد الإقامة الجبرية إلى أن تمكن من الخروج من منزله بصنعاء متجهاً إلى عدن في ٢١فبراير ٢٠١٥م، وأعلن منها في بيان سحب استقالته وأصدر بياناً جاء فيه «أن جميع القرارات التي اتخذت منذ(٢١ سبتمبر) باطلة ولا شرعية لها» ويقصد اتفاق (السلم والشراكة).
ودعا لانعقاد اجتماع الهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز حتى خروج الحوثيين من صنعاء. مجدداً في البيان ، التزامه بالمبادرة الخليجية، كما طالب فيه المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات لحماية العملية السياسية ورفض ما وصفه بالانقلاب.
وفي ٢٦ مارس ٢٠١٥م شن ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية هجوماً عسكرياً بالطيران الحربي والصواريخ ضد الحوثيين أطلق عليه ب عاصفة الحزم، على أمل القضاء على الحوثيين خلال بضعة أيام أو أسابيع، غير أن الحرب دخلت عامها الثامن ولم تتوقف حتى اليوم.
وفي ٧ أبريل ٢٠٢٢م وفي خطوة مفاجئة أعلن (هادي) من الرياض تشكيل مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وفوّضه بكامل صلاحياته.
ويعتبر الرئيس(هادي) الذي يطالب به الجميع في الداخل، ويرغب بوجوده إلى صفّه حتى الإقليم ناهيك عن المجتمع الدلي، ماعدى، إيران؛ يريدون ما لديه من شرعية أجمع عليها المجتمع الدولي !
لكن في المقابل لم يتركوه يعمل…
*ومن ابرز أعماله السياسية ، والتنموية التي لم ترى النور*
هي:
ما أقدم عليها هادي، بعد الحرب مباشرة على الحوثي ومن عدن أعلن عن اكتفاءه عن التحالف العربي اذا رغب التحالف بالخروج من الحرب، من أجل استعادة الشرعية !
ومن الناحية التنموية ، كانت له زيارة إلى (الصين) من العاصمة صنعاء ، كانت زيارة ناجحة بكل معايير النجاح الى الصين. بعد توقيع عدة برتكولات إقتصادية ذات أهمية بالغة ومنها محطات كهربائية بوقود الغاز صديق البيئة، والفحم الحجري بقوة تشغيلية ستصل بقوة خمسة الف ميغاوات ، في اسرع وقت ممكن . وتتوزع على عدد من عواصم المحافظات ، وقد احتل موضوع الكهرباء بالدرجة الأولى؛ وهو المفتاح العصري للنهوض بالتنمية ومن البروتكولات: تعميق ميناء عدن من سته عشر إلى ثمانية عشر متر وتوسيعته بأكثر من الف متر، إلى جانب ميناء المخاء تعميقا وتوسيعا، وتطوير مطار عدن وتعز،، وهكذا مشاريع أخرى، وتم الإتفاق على بناء مشاريع تحتية وتم التفاهم عنها، ومنها: مصافي عدن ويتم من خلال الجانب الصيني زيارة المصفاة وتحديثها وإبراز عملها إلى النجاح والإستثمار الكبير فيها!
________________________
(*)- *ذكر ذلك المؤرخ/ محمد حسين الفرح، كاتب ومؤرخ يمني عضو اتحاد المؤرخين العرب ولد في 23 يوليو 1954 م، في كتابه/ [اليمن في تاريخ ابن خلدون],قال: بعدما تبين من استقصاء المصادر التاريخية النقاط الجوهرية الأساسية ليس كل ملوك تأريخ اليمن القديم تبابعة ، وإنما كما، ذكرالمسعودي وابن خلدون والهمداني وصاحب المحكم أن : التبابعة ملوك واحدهم تبع.. ولم يكونوا يسمون الملك منهم تبعا حتى يملك اليمن بما في ذلك حضرموت والشحر ، وقيل حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس، ومن لم يكن له شئ من الأمرين فيسمى ملكا ولا يقال له (تبع).كما وضح/ محمد حسين الفرح، إن تبابعة اليمن السبعين لم يكونوا في عصر واحد: وإنما كانوا ملوك عدة في عصور متعاقبة واحقاب متطاولة، وقد توصل من خلال استقصاء المصادر التاريخية التراثية وقرائن الآثار والنقوش المعثور عليها داخل اليمن وخارجها والمصادر البابلية والآشورية والمصرية القديمة عن العلاقات مع اليمن وملوكها.*
** *ـ وتُبّع لقب يُطلق على ملوك اليمن، وسمّوا بذلك لأن كل واحد منهم يتبع صاحبه، ولقب تُبع في اليمن من أيام الجاهلية، مثل لقب الخليفة في الإسلام، وهو أيضاً مثل لقب فرعون ولقب هامان.*
*** *ـ قوم تبع هو وصف ورد في القرآن الكريم، حسب الإخباريين والمؤرخين العرب لقوم/عشيرة ملك حميري يدعى تبع أسعد أبو كريب الحميري، وحسب نقوش المسند أسرة «بنو تبع» هم أقيال (أمراء) شعب حُملان. وقد ورد ذكر قوم تبع في القرآن الكريم مرتين في سورة ((ق)) وسورة ((الدخان)).*
