<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
فن

من القصص الواقعية.. ★الناجي [36]★ قبل الاخيــــــــــــــــــــرة ★الشد و الترحال★

عدن توداي:

يرويها الكاتب /؛حسين السليماني الحنشي

خرجت من فرنسا إلى هولندا ، وبينما أنا في(هولندا) كان المسلمون يحتفلون بالحج في (مكة المكرمة) وتأتي الصور للحجاج من تلك البلاد التي لطالما تحدّثنا كثيرا أنا وأمي عنها وعن الحج، كان (قلبها) معلق – بالحج ـ فقد سافرت من (اليمن) الى (السعودية) وقطعت المسافات وتحملت المشقة من أجل الحج، لكن تم ترحيلها قبل الوصول إليه.
فتذكرت أمي، فهيّج الحزن في قلبي …
وبينما أنا أقلّب الصور للحجاج، أتذكر أمي وكأنها بينهم وأنا معها!
وبينما أنا أقلّب الصور التي يتداولونها في التواصل الاجتماعي على الإنترنت، كانت صورة معبرة انتشرت في ذلك الحج ، لشاب يحمل أمه على كتفه وهو يسير بها بين جموع الحجاج في الحج، فكانت صورة قد أثارت عندي الأحزان ، كنت أتمنى أن أكون أنا ذلك الشاب الذي يحمل أمه!
أتحفظت بالصورة، كنت مولعاً بها كثيرا، وأتعمّق فيها، وانظر من خلالها أني أنا أحمل أمي، فإذا ملامحهها تشبه أمي التي ولد الأمل على يدها في سكون الليل المظلم في (اليمن) كان يحملها
شاب ويظهر في الصورة ظهره فقط، مما جعلني لأعرفه…
مررتها مراراً وتأكدت منها كثير فكانت ملامح تلك الصورة شبيهة بتلك الصور العالقة في ذاكرتي؛ نعم هي أمي أم الشاب صاحب السيارة الشراعية!
وهذا ماجعلني أتريث قليلا أنها كبرت في السن وتغيرت ملامحهها ، فكانت غير واضحة، لكن كان قلبي يقول: أنها هي، يامحمد!
تأكدت من خلال برامج التواصل الاجتماعي، من أخي الشاب صاحب السيارة الشراعية. وقد انقطع التواصل به نتيجة سفري لفترة من الوقت، كان هو متواجد في (السعودية) فأرسلت له الصورة، وقلت له: هل عرفت هذه الصورة يا أخي؟
أجاب علي مباشرة، نعم أنني أنا وهذه أمي في الحج.
ثم قال لي: أعذرها فإنها مرهقة جدا من أعمال الحج اليوم، وإن شاء الله أول ما تصحوا، سوف أرسل لك بعض الصور الواضحة لنا ونتحدث معك…
فرحت كثيراً بها، لكن كانت الظروف المحيطة بنا غير مواتية ، كي أسعد معهم…
وبينما أنا مشغول بالسفر، وعدم الاستقرار، لم تكن الأمور عندي ميسّرة إلى حد بعيد، كي أعيش السعادة بشكلها الطبيعي .
كانت الأمور عندي معقدة وصعبة وغير سهلة، بعدها انقطع التواصل مع أخي الشاب صاحب السيارة الشراعية!
وبينما الأوضاع عندنا كانت غير مستقرة قررنا الخروج الى بلجيكا ومنها مكثنا مايقارب الشهر، نريد العبور عبر بحيرة إلى بريطانيا، وكانت محاولتنا الأخيرة، لكن الأنظمة هناك مشددة ولم نستطيع تجاوزها، فقد سلكنا طرق كي نجد المنفذ للخروج فكانت محاولاتنا قد أفشلها الثلج ، إلى جانب الأمور الأمنية المشددة على المهاجرين ، وكانت مغامرة محفوفة بالمخاطر البالغة. حيث الصقيع الشديد، فالناجين منها قليل. ثم عدنا إلى إيطاليا ومكثت فيها فترة من الزمن، ففيها تيسّر لي التواصل مع الأحبة…
لكن لم تكتمل السعادة عندي، حينما توالت الأخبار كأنها سهام تقذف في قلبي، عندما تلقيت وفاة أمي في(اليمن) عن طريق شبكة التواصل الاجتماعى، بعدها وجدت الاوجاع إلى جسدي طريقها فمرضت مرضا شديدا، ولم تكتمل السعادة والعمل المناسب لي في إيطاليا فقررت السفر …

وللقصة بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Sveikatos gidas į gerovę ir sveikatą. Multi camera editing & render setting. Image source social media.