<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

إصلاح سد ثرة وتحديات العقد القادم !

عدن توداي

مقال لـ:  الخضر البرهمي

ستواجه الناس على إختلاف ألوانهم ، خلال العقد القادم تحديات كبيرة في كل معايش الحياة ، يبرز من أهمها النقص في الموارد المائية ، ممايقوي احتمال نشوء نزاعات مسلحة بسبب هذا المورد الحيوي ، في كل مناطق المحافظة أبين ، فإذا كان إصلاح سد ثرة يجنباً شر كل هذا ، فلماذا كل هذا التسويف والتمادي في عدم الإصلاح ؟

 

في أحيان كثيرة ، تبدو أولويات البيئة في المنطقة الوسطى بأبين بشكل خاص ، متناقضة مع أهداف التنمية ، ويبدو هذا التناقض واضحاً بجلاء عندما يتعلق الأمر بعدم الإهتمام بإصلاح سدة ثرة ، الذي يعد الموطن الأصلي لإستيطان البشرية في مساحة وجغرافية المحافظة أبين ، فماذا أعددنا ياحكومة لمواجهة هذا التحدي ؟

 

الأمر الذي يبدو أكثر صعوبة ، هو عدم الأهتمام (بجيولوجية) منطقة الحضن من قبل المتخصصين في الجانب (الهيدرولوجي)، فالحضن ، وبحكم ظروفها المناخية وموقعها الجغرافي وحوضها المائي المتميز ، أتاح لها توفير أعذب ماء نقي على مستوى أحواض اليمن كاملة ، والذي أيضاً أصبح لها هذا عنواناً ورمزاً للحياة ومرادفاً لاستمرارها ، فتوفيره مطلباً (استراتيجياً) غير قابل للتأجيل !

 

من المعروف أن حوض مياه منطقة الحضن ، يغذي كل المعابر والأحواض المائية ويرجع ذلك إلى التوازن البيئي (الأيكلوجي) ووفرة الغطاء النباتي ، وعدم تأكل الأنساق البيئة في (جيولوجية) المنطقة ، فمع إصلاح سد ثرة بتقنية عالية وبدراسة (ديموغرافية) لمواجهة المتوالية الهندسية للزيادة السكانية ، من شأنه أن يجعل أخطر أزمات اليوم والغد في هذه المنطقة تتركز في كيفية تدبير الاحتياجات اللازمة والحيوية من الماء العذب !

 

قصة نجاح بيئية رائعة كتبت بماء الذهب للجنة السد ، لكل من الأستاذ علي عمر حسين والشيخ ناصر عمر أبو شبيب وبقية الزملاء ، رغم أنهم محاطون بأسلاك شائكة منعتهم من الوصول إلى حلول جذرية للإصلاح ٠٠ (فأمكم هاجر يابني ماء السماء) أو كما قال رسولنا الكريم !

 

بناء سد ثرة وإصلاحه ، بات ضرورة ملحة لمواجهة الأخطار و الاحتياجات المتزايدة للمياه والزراعة على حد سواء ، كما أن نصف مساحة أبين تقع في مناطق قاحلة وهي الصحاري ، في جنوب وشمال شرق المحافظة ، مما يجعل مواردها الزراعية بالغة المحدودية ، ويجعل كذلك المياه مركزاً محورياً في التخطيط المستقبلي لزراعة المحاصيل ، فمن أين لك هذا اذا كان سد ثرة على ماهو عليه وبعيداً عن الإصلاح ، فلابد من إدراك هذا المعتقد ، ومن هنا فإن الذي لايتذوق ولايدرك مانقول أضل في ذوقه من البعير !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
The technical storage or access that is used exclusively for statistical purposes. شركة تنظيف دبي.