البؤساء

عدن توداي
مقال لـ: حسين السليماني الحنشي
ايها البؤساء، [… ما أَهديكم إِلّا سبيل الرشاد] .
الابن: يا أبي تخاطب من لايسمعون؟!
الاب: أنهم هكذا، فتعلّم كيف تصبح زعيماً ؟
أنهم لايعرفون حتى أسماء المأكولات والمشروبات، ولا يعرفون كيف يلبسون ؟
ولا كيف يعملون ؟
الإبن : ان هؤلاء يخاطبون الأرض … الاب: ياولدي دعك منهم ، في الغد نجد من نضحك عليه …
وقف الزعيم المستبد ، بمركبته الفاخرة ؛ التي اشتراها من بنك الدم والغذاء، من مستودعات الأدوية ، من ثروات البلاد التي يحرسها المقاتلين بالذخيرة الحية ….
الزعيم: ماذا تفعل تلك الكائنات هناك؟
البؤساء: نرسم طريق النجاة، الذي أخذته منا يوماً ما؛ لكن هذه المرة سوف نقسم الطريق …
الزعيم: أبتسم ، سأسلك طريقا منها ؟
منظمات الإغاثة ستدفع اجرتكم …
قالوا: نحن لا نمزح …
الزعيم : خذوا بقايا طعامي …
البؤساء: لاتهظم بطوننا ، أطعمتكم الملوثة …
تركوه ومضوا…
الزعيم: يسخر منهم ويذهب…
في الصباح كان اصطفاف البؤساء، صفا مرصوصا على طريق الجمهورية…
لم تكن غير مركبات المتحجرفين، كان بينهم الزعيم، اندهش الجميع…
من جمعهم ؟
من علّمهم؟
من أخرجهم؟
من خلفهم؟
الزعيم: ما كنت أظن أن تشق عصاء الطاعة!
أنني في حيرة من أمري، فقد أنهيت من كان حياً …
من اين أخذوا هذا الإقدام ؟
… لابد أن يحق الموت على الخارجين …
خرجت حشود الجند، واختارت من يحمل الراية !
انت المتهم ، أعترف من خلفك؟
ومن ومن؟
حامل الرايه: خلفي الخائف والجائع الذي لايستطيع أن يشتري قطعة خبز، والمريض الذي لا يجد العلاج ،خلفي بيوت البؤساء، خلفي المشردون، خلفي من تأكلون ثرواتهم، خلفي كثير، لاتستطيع إحصائياتكم جمعها ….
الزعيم: يتعجب بالأمس بعتم لي كل شي !
البؤساء: لم نقبض ثمن البيعة.
هل تتهمنا بسكوتنا ؟
البؤساء: لقد طلبت منا كرسي بخدمة…
أما ألوطن فليس له ثمن محدد، أتتذكر وعودك ؟! حكم ـ الرشاد ـ فقد بلغنا الرشد اليوم !
وضاع منك سبيل الرشاد !!