<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

كتب آزال الصباري: ماذا به ملاطف؟ وماذا بها الطاسة؟

كتب: آزال الصباري
مُلاطف العالمي بملامحه اليمنية، بخصلات شعره المجعد والمتطاير مع إيقاعات آلته التي برع بها حتى أصبح عالميا، ” نعم ملاطف أصبح عاليما ،ولاعزاء للمنتقصين ” ،هكذا قال أبي حين حدثته عن منتقصي ملاطف.

ملاطف إنسان أولا ويمني ثانيا، لا ينقصه شيء ليستوفي شروط الإنسانية، ولا سمة أخرى ليستوفي شروط يمنيته، هكذا ينظر العالم لملاطف، إنه جدير أن يمثل بلده، جدير أن يصعد بطريقته إلى العاليمة، جدير أن يقرع طبول المونديال،إذن إين المشكلة؟!

والطاسة؟؟ ماذا؟ الطاسة تراث شعبي، والطاسة ثقافة يمنية تعبر عن الفن والنصر، والبهجة،والطاسة أداة من أدوات الفرح، حين تُقرع أجراسها يتلف حولها الناس بأهازيجهم ورقصاتهم، وحول الطاسة يتسابق الراقصون وعاشقو البهجة، يبتهجون بإيقاعها ويمتدحون الأيدي التي تحرك فيهم نشوة السعادة والأنس، والرقصة التي تحييها الطاسة رقصة البرع، وهي جزء لا يتجزأ من موروث شعبي في الأفراح والمناسبات، والبرع رقصة يمنية تعبر عن رجولة (شَحطة) الإنسان اليمني، فمن يرقص البرع لا يمكن أن يكون إلا رجلا فتيا أبيا لا تميل خاصرته لرقصةٍ فيها غنجٌ وميوعة، إذا ماذا عنه ذلك الذي يدق طبول البرع؟أين المشكلة؟!

المشكلة برمتها هي عنصرية واستعلاء وشعور بالنقص، انهم يشعرون بالنقص لأن العالم سيرى ملاطف – كما نراه نحن – مطبلا ، وحينها سيعلم العالم أن في اليمن مطبلين ، يا الله والفضيحة!!
إنهم يحسبون أن العالم يرى تناقضنا المخزي، يحسبون أن العالم يضع كلمة(مطبل) موضع حقير، كما نصنع نحن، وأن العالم ينظر لملاطف بأنه مزين لذلك اختاروه ليطبل، لا لا.. أن العالم يرى ملاطف المطبل فنانا، ويرون أنه جدير لأشعال مدرجات كأس العالم، نعم كأس العالم أعظم حدث رياضي في العالم.

كيف يرى اليمني المتناقض ملاطف؟
ألا يراه اليمنيون إنسانا ويمنيا مثلهم؟ بلى، ولكن في حدود معينة، ووفق معايير مرسومة، ماذا وهل للإنسانية معايير أخرى؟ وهل لليمنية تعريفات أخرى غير لون دمائه ورائحة ترابه التي ترسم ملامحنا جميعا؟أما عن قوانين الإنسانية فلاتزال في اليمن مجهولة، ولاتوجد ملامح حقيقية نعرفها، كلما نعرفه ونعترف به هنا هي قوانين وأعراف قبلية، تحميها عصبيات مذهبية وعرقية متوارثة، وماذا عن الوطن واليمن الذي يهتف له الجميع، ويتغنى بحبه الجميع؟!

إذن كيف تسير الحياة في هذا المجتمع منذ قرون، كيف يتعايش الناس فيه؟ إنه مجتمع منسجم ومتناغم هذا ما نعرفه، إنك تبالغين أو تكذبين!! هكذا سيقول أحدهم نيابة عن الجميع أو قد يقوله الجميع دون تفويض أحد، وقد يتهمني بعضكم بالفجور.. حسنا سأفترض أنكم تنتظرون إجابة لهذه الأسئلة، وسنفترض سويا أننا ومن تلةٍ مرتفعة نُطل على قرية ما ، هذه القرية هي عينة من اليمن الكبير، لنراقبها ونسجل طبيعة الحياة فيها، سنجد أن الحياة تسير بهدوء، الجميع يتعايشون يتشاركون الأفراح والأحزان، في القرية ثلاث طبقات اجتماعية، سادة، قبايل،اطراف مزاينة، لاحظوا معي هناك طبقة أخرى ليست متواجدة هنا، حسنا، ستجد الجميع إخوة يكمل بعضهم بعضا، يبتسمون في وجوه بعضهم، وستسمع تلك العبارة تتكرر « الناس عيال تسعة» وستسمع خطيب الجامع وأستاذ القران يرددون الآية (…. إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ثم يعود الجميع من المسجد ومن المدرسة محتفظين بألقابهم وأنسابهم التي تميزهم عن بعضهم، لايمكن للسيد أن يكون قبيلي ولايمكن للقبيلي أن يكون مزينا، ويستحيل للأخير أن يتجاوز حدوده ويصبح إنسانا بدرجة سيد أو بدرجة قبيلي، فالسيد والقبيلي مهما أبدى لك رقيَّه ومهما كان منصفا مع غيره لايمكن له أن يتجاوز زهوه على المزين بأنه ابن فلان، فتلك النطفة التي جاء منها هي مالايمكن للمزين مساواتها مهما بلغ من العلم والتدين والجاه ، هناك طبقة هلامية يراها السيد والقبيلي وهي الخيط الفاصل بينهم وبين دونهم، يرون المزين إنسان لكنه ناقص ، وهو يمني لكنه مزين، وهو مسلم لكنه طرف، وهو ابن آدم لكن من عرق( مهتور)، وهم مع ذلك طيبون ومتفانون ومتعاونون مع المزين، إنهم متناقضون، نحن متناقضون وقد اعتدنا تناقضنا حتى أننا لانُميز وجوده، نحن في آخر العالم والدليل أن هناك طبقة رابعة لا يمكن أن نعتبرها من مكونات القرية التي ضربنا بها مثالنا، وأنتم تعلمون من هي تلك الطبقة.

#آزال_الصباري
#ملاطف_يمثلني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Image source social media. Testosteronas moterims : svarbus hormonas ir jo vaidmuo sveikatai. Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click.