<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

مرضى أم مجرمون يا عارف؟!

كتب: موسى المليكي.

كتب صديقي منتصر منصور منصر والذي يعاني من مستشفيات تعز وزيارة الأطباء من واحد إلى أخر،
كتب منتصر :

بالأمس وبينما كان الحاكم نائمـًا متشبثـًا بإحدى نسائه الدافئات عند الخامسة فجرًا ومثله المسؤول والطبيب ومعظم الناس،كنت أجلس بجوار هذا الشيخ الطيب المسكين في أحد أرصفة المدينة،يتشبث بنا البرد ونتشبث به،
وبجواري صديق يحاول توفير بعض الدفء من رسائل حبيبته المحفوظة على هاتفه،والعشرات بالقرب منا ينتظرون ما ننتظر ويشعرون بأكثر مما ننشعر..كنت أكثر الحاضرين غضبـًا،أتحدث بما في صدورهم ولا يقوون حتى على سماعي،كان القهر بطول الطابور الذي نجلس فيه،لكنه ليس بقهر جديد،قهرٌ لطالما عشناه وتمثل لنا وفينا وعلينا بهيئات مختلفة،لكن هيئته اليوم كانت أكثر قبحـًا من وجه الرئيس،وأكثر صفاقة من أعذار الحكومة التي تعرفونها.

كررتُ تساؤلاتي بشأن السبب الذي جمعنا هنا في هذا الوقت،ما الحكمة في أن يجلس مئات المرضى في هذا المكان القبيح وبهذا الطقس الظالم؟!
لماذا علينا الانتظار واحتمال القسوة والقبول بما لا مبرر له ولا منطق لفهمه وتوضيحه..
الطبيب شاطر،وماذا إذا كان ذلك؟!
ما علاقة الشطارة بالبرد وطول الانتظار؟..ومتى كان الطبيب حبيبةً تستحق السهر والعناء والمكابدة؟!

متى كان على المرضى أن ينتظروا أياما لموعدٍ محدد ثم الحضور منذ الرابعة فجرا وافتراش الأرض والعراء كي يتمكنوا من تسجيل أسمائهم عند الثامنة صباحا ثم الانصراف إلى منازلهم وانتظار موعد آخر أقله بعد نحو أسبوع وأكثره قبل ثلاثة لرؤية الطبيب الشاطر وعرض المشكلة؟!
متى كان يحدث هذا وأين ولماذا؟!

ما ذنب ذلك الشيخ المسكين الذي قدِم من المسراخ إلى المدينة ثم جلس على الرصيف لساعات باردة قاسية؟

متى كان المرض ذنبـًا ليُعاقب المرضى بهذه الطريقة الحقيرة يا مشفى العباس؟!

هل هؤلاء مرضى يستحقون الرحمة والرعاية أم مجرمون ليس لهم إلا هذا العقاب والعذاب يا عارف؟!

الموظف الذي ظل مئات المرضى ينتظرون استيقاظه وتناوله إفطاره لساعات حتى يمن عليهم بتسجيل أسمائهم على الورق وتحديد موعد الزيارة..أما كان يستطيع أن يسهر ليلةً واحدة أو يستيقظ باكرًا حتى يدوّن أسماء الواصلين فجرًا كلا حسب ترتيبه وفور وصوله فيمنع انتظارهم وتعرضهم للصقيع والريح والجلوس في مكان سيءٍ دونما شيء، إذا كان لا بد من نظام الأسبقية بالمطابرة في يوم دون غيره؟!

ماذا تريدون من هؤلاء البسطاء؟!
سلبتموهم الوطن والثروة،وحرمتموهم السلم والسكينة،وأغرقتموهم بالفقر والمرض،ونكبتموهم بأسوأ الأطباء ثم جعلتم الطب الجيد حكرًا على أسماء بعينها لتتفننوا في تعذيب المصابين بكم قبل الأدواء ومعاملتهم كما لو أنهم متسولون ينتظرون حنان السلطان أو مهاجرون يرجون حظ اللجوء !

واللِّهِ لو أن هذه الطريقة هي الوحيدة لنيل العافية فلا أذهب الله المرض،الألم أهون من الذل والهوان،والموت أرحم من حياةٍ بمقاس الكبر والإذلال والتسلط والاستخفاف يا قاتلكم الله وأخزاكم ولا سلام !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Perfect click – photography learning institute. The outlook for the india electronics market is positive. Lieknejimas ir svorio mažinimas yra ilgas ir dažnai sunkus kelias, todėl daug žmonių ieško būdų, kaip jį pagreitinti.