<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

الوسط العقيم!

عدن توداي

مقال لـ : فؤاد العزيز

مما ابتليت به الأمة ظاهرة الوسط العقيم!
ونعني بها هنا تلك الطبقة التي لم تتقن في علمها ولا في فنها ولافي عملها ورأت أنها بلغت فيما هي فيه الغاية والمنتهى!
هم ذلك الوسط العقيم الذي أجلب عليهم أبوعثمان الجاحظ في كتابه (ذم الكتّاب) فنقل في مقدمته قول الحجام الأهوازي يهجوهم:
تعيس الزّمان لقد أتى بعجاب#
ومحا رسوم الظرف والآداب.

وأتى بكتّاب لو انبسطت يدي# فيهم رددتهم إلى الكتّاب!

وقال آخر:
دعيّ في الكتابة يدّعيها # كدعوة آل حرب في زياد!

*وهنا نقصد بالوسط العقيم* مجموعة من الناس تقف متأرجحة بين الأمية والتعليم ، بين العلم والجهل، بين الثقافة والاضمحلال، بين التخلف والحضارة، بين التقدم والتأخر،
وليس غرضي هنا إعطاء تعريف دقيق لهذا المصطلح وإنما فهم المغزى منه؛

*هذا الوسط العقيم* اكتفى بمعرفته للقراءة والكتابة وشيء من الحساب وليس لديه طموح لتجاوز ذلك.. بل ويرى أنه لايحتاج إلى تطوير علمه وثقافته (ووجع الراس) وصار في تشكيلته النهائية مسخاً متخلفاً متعالما!
هؤلاء هم اليوم أو قل غالبهم من يمسكون بالسلطة ومنابر الإعلام والتأثير! وهم من يتربع على كراسي الوزارات وإدارات الدوائر الحكومية وهم من يمسك بأقلام الصحافة والإعلام في بلداننا للأسف!
إلا من رحم الله.
وهم من يقف في الواجهات والبوابات ليقدموا خدمات الدولة للناس على مزاجهم وحسب ميولهم لايردعهم علم ولاحلم ولانظر ولافكر.. وربما تصدروا للفتوى في الدين وفسروا بعقولهم البليدة القرآن والأحاديث ونازعوا أعلام الأمة المتخصصين!
تجدهم سياسيين وشعراء وأدباء وفنانيبن بل ومفتين وعلى ذلك قس!
*هذا الوسط العقيم* أرض بور(قيعان) لاتنبت كلأً ولاتمسك ماءً!.. فجوة كبيرة تحول دون التقدم والحضارة والتطور.. أسلاك شائكة وحواجز أمام المصلحين والماهرين والمتقنين والجادين!
ولله در المتنبي عندما رأى كثرة المتشاعرين حوله فقال:

أفي كل يوم تحت ضِبني شويعر#
ضعيف يقاويني قصير يطاول؟!

وأعلى من ذلك وأجل قول الله العظيم (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Image source social media. Kokio kofeino yra blackwolf ?. Multi camera editing & render setting.