<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
ساحة حرة

الإعلامي المتلون والرقص على السلم الموسيقي.

عدن توداي:

بقلم: عبدالله سالم النهدي

استمرأ بعض المنتمين للحقل الإعلامي، أو من يضعون أنفسهم ثم، عملية الرقص على السلم الموسيقي صعودا وهبوطا، جيئة وذهابا، بحثا عن مكاسب يحصلون عليها، ومغانم يربحونها، دون التقيد بأخلاقيات المهنية الإعلامية، وغلب عليهم التلوَّن تماشيا مع لون الحدائق التي يطمحون أن يفيئوا إلى ظلها والتنعم بخيراتها، ضاربين هموم المجتمع عرض الحائط، ومصلحة البلد خارج الحسبان.
عندما أرى الإعلاميين المتلونين في أبين، وفي غير أبين، دائما ما أذكر قصة حدثت في انتخابات مجلس النواب في العام ١٩٩٣ م. في تلك الانتخابات حافظ الحزب الاشتراكي اليمني على وجوده في كل دوائر المحافظات الجنوبية باستثناء مديرية المحفد التي ذهبت لمرشح المؤتمر الشعبي العام ومديرية في حضرموت أعتقد ذهبت لمرشح التجمع اليمني للإصلاح إن لم تخني الذاكرة.
بينما كان مرشحو الحزب الاشتراكي اليمني لهم السيادة في كل المديريات.
بعد إعلان نتيجة الانتخابات كتب أحد الإعلاميين الجنوبيين في صحيفة عدنية بدأ نجمها يسطع في تلك الفترة كصحيفة مستقلة بعد عودتها للصدور بعد الوحدة، كتب أن الاشتراكي فاز بقصعة اللبن.
وهو يقصد أن الاشتراكي لا يستحق الفوز لولا وعوده للناخبين باستمرار انخفاض أسعار قصعة لبن (دانو) الشهيرة. بمعنى آخر؛ الإعلامي هذا ينتقص من الحزب الاشتراكي.
وهنا ظهر إعلامي آخر ليرد على هذا الإعلامي، وقد نشر الرد على صفحات الصحيفة الرسمية الأولى التي تصدر في المحافظات الجنوبية لرفض صحيفة المستقلة من نشر الرد على حسب تعبير الكاتب.
لقد فضح هذا الإعلامي الأخير زميله الإعلامي الأول، وكشف تلونه وتقلبه بالوثائق، فقد نشر ما كتبه زميله من مدح للحزب الاشتراكي قبل سنوات على صحيفة (الجديد) وهي صحيفة كانت تصدر عن الدار الجديد للطباعة والنشر والتوزيع في أبين وكان موقع الدار في العمارات الحكومية.
لقد كتب هذا الصحفي المتلون في صحيفة الجديد كلاما يمجد في الحزب الاشتراكي (وفقا وتعقيب زميله) قال فيما قال مخاطبا الحزب الاشتراكي:
(لو جمعتنا يدا واحدة ونفخت الصور، لكنا يدك التي تدك كل شيء).
هذا الإعلامي بعد أعوام قليلة صار الحزب بالنسبة له (شعبيته تعتمد على قصعة لبن)
طبعا الوضع أتغير ومصلحة الإعلامي صارت في مكان آخر بعيد عن الحزب.
الآن السلالة الإعلامية لهذا الإعلامي صارت مثل (الذر) تنتشر على كل وسائل النشر الإعلامي، وصار من يريد مصلحة قفز على ظهر الإعلام لينال ما يريد، وأصبحت الأخلاقيات المهنية الإعلامي عزيز وجودها إلا عند من يحترم مهنته الإعلامية، وقبلها يحترم نفسه.
لقد صار ممن يضعون أنفسهم تحت هذا المسمى (إعلامي) وهم في الحقيقة عالة على هذا الحقل، لا يتورعون عن حبك المواضيع وتلفيقها، من أجل الحصول على مبتغاهم. حتى وإن كان في ذلك إلحاق الضرر بالآخرين، أفرادا أو مجتمعا. وأصبحوا يقرعون طبولهم أمام كل (زفة) تنتهي بوليمة ينالون منها نصيبهم.
وينفخون أبواقهم أمام كل شخص يأملون منه أن يصرف شيك فيه مبلغا يبل ريقهم الذي جف جراء عملية النفخ.
مؤسف حقا ما وصل إليه حال الإعلام هذه الأيام نتيجة وجود المتطفلين عليه، الذين لا يسعون لخدمة المجتمع بقدر ما يبحثون عن مصالحهم الشخصية.
المجتمع يبحث عن الإعلامي الذي ينظر إلى الصورة الكاملة للفساد، ويقوم بتعريتها ومحاولة وضع تصورات قدر الإمكان وحسب جهده لإصلاح ذلك الفساد.
أما الذي يذهب إلى جزء من الصورة ويعمل على تضخيمه والولولة عليه، ويلونه ويتلون معه وبالمقابل يتجاهل الأجزاء الأخرى، وربما يتستر عليها لأن له فيه ما له. فهذه انتقائية لا تخدم الصالح العام، ولا تنفع المجتمع ولا البلد. فالمجتمع والبلد في غنى عنه.
وعن وجوده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click. Big data can be used to enhance the security of ecommerce businesses. Sveikatos gidas į gerovę ir sveikatą.