البدوي الذي لم يخش رؤوس الأفاعي..بقلم/مهدي علواني المشولي
عدن توداي
مهدي علواني المشولي*
لانه جاء إليها مؤتزرا من شعاب الصبيحة ، ومعفراً بغبار صحاريها ، لم يخف رؤوس الأفاعي ، وبكل شجاعة واقتدار تحمل مسؤليته التاريخية ، ولايزال منذ توليه إدراة هرم سلطتها المحلية قبل أكثر من خمس سنوات ، وحتى اللحظة ، يواصل إدارة شؤونها بكل حكمة وحنكة وإتزان ، غير آبه بهوام الأرض ، او لدغ من يتربص به شرا ، او من لايزال ينفث حوله حقد سمومه .
أتحدث عن الرجل الذي جاء ، مؤتزا بمئزره البدوي، ومنتشياً ببيادته ولباسه العسكري، حاملاً ترياق شجاعته إلى هرم سلطة محافظة لحج ، التي وصفها الرئيس السابق على ناصر محمد “بأنها راس الافعى ” .
عن الرجل السياسي الذي يتعرض الآن لهجمة إعلامية شرسة من قبل من يوزعون صكوك الوطنية ، أجدني مضطراً للكتابة ، ليس لأن تلك الإساءات تستهدف شخصيته وتشويه صورته وسيرته النضالية كمحافظ فقط ، بل كونها في حقيقة الأمر إساءات جمعية لكل أبناء الصبيحة، واستهدافاً ممنهجاً لطمس تاريخ الصبيحة النضالي ، وإلغاء دور شخصياتها القيادية ، والمناضل اللواء الركن / احمد عبدالله التركي محافظ محافظة لحج ، هو جزء من ذلك التاريخ وذاكرته النضالية الحية ، التي لم تجف الأرض بعد من تورد الدم القاني فيها ، ومن نز الجراح النازفة على طهر ثراها .
احمد عبدالله تركي ..
لم “يأت من المجهول”، كما يزعم ذلك المخبول ، ولا هو “حالة غرائبية” ، كما يسقط عليه هذا الآخر ، اوهام حالاته النفسية وشعور نفسيته المريضة.
ولكنه جاء من اشرس قبائل الصبيحة ، المشهود لها بالأصالة والشجاعة ، ومثله مثل معظم أبنائها الذين مازالوا “يأتزرون إلى ما فوق الركبة “، تجدهم في كل نائبة تحل بهذا الوطن في مقدمة الصفوف يتأبطون أسلحتهم ، و كتفاً لكتفع صامدون بثبات في كل مترس ، من أجله ينسون فيها ثأراتهم ، ولأجله يتجاوزون مع خصومهم خلافاتهم السياسية ، ويتسامون نبلا وعزة عن صلف ونعرات اقرانهم المناطقية.
وفي السلم والحرب ، وبعيدا عن أي منصب ومكسب ، تجدهم على رواحلهم يجوبون صحاري الوطن ، “وعلى راحات أياديهم يحملون أرواحهم “، شعارهم في ذلك :
” النصر أو الشهادة ” …
وفي سبيل هذا الوطن وانتصاره ، يرددون :
“أما حياة تسر الصديق ..
أو ممات يغيظ العدا “.
في كل مراحل التاريخ لم يكن أبناء الصبيحة دعاة فتنة ، أو أصحاب دعوات مناطقية ، كما تحاول أبواقها اليوم جرهم إلى هذا المربع النتن ، ولم يكونوا في ذات يوم طالبي سلطة أو مغنم ، ولا أدعياء وصاية على هذا الوطن كما يتشدق الاخر ، رغم أحقيتهم أكثر من غيرهم ، في المشاركة الفاعلة لبناء هذا الوطن المنشود وفي إدارته وفي رسم معالم وآفاق مستقبله السياسي ، لما لديهم من كوادر مشهود لها بالكفاءة والوطنية ، ناهيك عما قدموه وما زالوا يقدمون من تضحيات ودماء زكية على ثرى رحابه الطاهرة ، والمناضل احمد عبدالله تركي واحد من هذا الانتماء الجمعي .
ومن صلب وإصالة واخلاق وشجاعة القبيلة ، انصهر معدنه الاصيل .
ومن ميدان المؤسسة العسكرية ، وشرف الانتماء إليها.. تشكلت شخصيته وايقونته النضالية
ومن نبض الشارع الجنوبي ومعترك حراكه السياسي ونبل قضيته ، توج مسيرته الوطنية كقائد عسكري وسياسي محترف .
احمد عبدالله تركي ..
لم “يتسلق علی تضحيات ودماء شهداء الصبيّحة ولحج ” كما تشن عليه اليوم أبواق أدعياء الوطنية ، بل من شرف كل تلك الانتماءات الجمعية ، جاء الرجل متوجا بشجاعته وأكاليل انتصارات مسيرته الوطنية والنضالية ، ومازالت تلال العند شاهدة على دمه المسفوك الذي مافتئ يفردس رمالها ويجوهر حصاها ، وجراح أخرى مازالت ندوبها في جسده دامية ولم تندمل بعد ، وهو على رأس هرم سلطة محافظة لحج .
احمد عبدالله تركي..
في ظروف صعبة واستثنائية تولى محافظة تطوق أجمل مدن العالم ، وتطوقهما معا اشرس القبائل ، التي اعترف أن بعض الخدج فيها من المعوقين سياسيا ، مازلوا عبئا تاريخيا عليها بل واكثرهم مازلوا عالقين ذهنيا ونفسيا في “برزخ الأنا” ، لا وشاح القبيلة يسترهم ، ولا رداء الحداثة والمدنية يستر عورات زيف ادعاءاتهم الوطنية وكذبة الوصاية زورا وبهاتنا عليها.
فيما استطاع الرجل أن يوازن في إدارة شؤونها الداخلية وتجنيبها فتن الصراعات السياسية والمناطقية ، بنقاء وسماحة القبيلي وصرامة العسكري وحنكة السياسي ، وفي كل المواقف الوطنية والسياسية ، اثبت انه صاحب قرار يقف خلف قراراته كالجبل ، لا يخاف فيها لومة لائم ، ويدرك كل من عرفه ، العدو قبل الصديق ، أنه لم يحد يوما أو يتراجع عما يمليه عليه ضميره الوطنى ، و مايراه صائبا ، ولم يكن بديلا لاي احد كما هي شماعة الحاقدين عليه واسطونة العاجزين أمامه ،ولم ولن يكن مطية لاي حزب أو تيار ، كما أراد له الآخرون وذلك هو ما ازعجهم فيه ، ولذا يطمحون أن يكون ذلك في بديله .
ختاما ، ساتجاوز كل البذاءات التي لم يجد أصحابها غيرها ، لإسقاط اوهام نفسياتهم المريضة في مستهل شن حملتهم الإعلامية على شخص المناضل تركي ..وذلك مايمليه علينا ضميرنا وشرفنا المهني ، وحفاظا على النسيج الاجتماعي والوطني ، كما يردد أصحاب النوايا الحسنة في مجموعة “ضجيج العقول” , والا مازالت كاسنا مترعة لنسف وتعريه نفسياتهم المريضة ، ومسك الختام ومختصر القول نوجزه إليهم في معنى قول الشاعر العربي القديم :
“الآ لا أحد يجهل علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا”