<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

د. عوض احمد العلقمي يكتب.. سقطرى ومبدار تشابه في النبات والطيور 4

(عدن توداي)

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

   سقطرى ربما هي الجزيرة التي لا أشباه لها ولانظائر ، لكن عادة مايكون الوصول إلى المعدن النفيس صعبا ؛ لذلك حالت بيننا وبينها مئات الأميال البحرية ، فضلا عن النقص الحاد في توفير الزاد والمركوب ، وغير ذلك من الإمكانيات ، وبناء على ذلك فإنها كانت ومازالت وستبقى قبلة الكتاب والشعراء ، وبغية العشاق والمحبين . شاءت الأقدار أن أشبع ناظري من بعض مواضع الجمال فيها ، ولكن لبضعة أيام فقط ، والأيام لاتشبع نهم العاشق المغرم ، ولاتطفئ نيران شوق المحب المتيم ، ومع ذلك فليس للقلم إلا أن يترجم تلك المناظر القليلة التي جادت بها العدسة …
   لعل مايجمع الطيور وهي تغني وتشقشق وتتمايل وتتراقص على الأغصان الخضراء وبجوار الغدران النقية التي تفيض على بعضها كرما ، يصحب تلك الجداول الطبيعية شيء من الأصوات نسميه الخرير ، ينافس في إيقاعاته تغاريد الطيور ، غير أن الزيارة للجزيرة كانت في زمن احتباس الغيث وعدم نزول المطر ، الأمر الذي لم يساعد في استكمال تلك المناظر الساحرة ، ومشاهد البهجة والسرور ، ومع ذلك فالكريم يجود بما لديه ، والجزيرة وأهلها قد جادوا بما هو أكثر . من الطيور التي ملأت ناظري منها في سقطرى ؛ العصافير الصغيرة التي رحبت بنا في كهف نوجد ، وبقيت تغني لنا إلى أن فارق بيننا وبينها الظلام ، وهذه العصافير تستوطن جبل مبدار في كل فصول السنة ، وشاهدت طائرا أكبر من العصافير وأصغر من الغراب ، ربما تساوى مع الحمامة ، لكنه أنحف منها ، وله ذيل أطول من ذيلها ، فضلا عن أن لونه أسود كلون الغراب ، لا أدري مااسمه في الجزيرة ، أما في جبل مبدار فنسميه طير الماوي ، وربما أطلق عليه هذا الاسم لأصوات يطلقها تشبه المواء . ومن الطيور في الجزيرة الغراب العربي ، الذي هو أكبر حجما من الغراب المقيم في عدن ، المعروف بالذكاء والكبرياء ، كذلك الموصوف بالنزاهة ، وعدم التفكير في الأذى ، المترفع عن الصغائر ، الرافض للنهب واللصوصية والسرقات ، إذ لم تجده يأكل فراخ الطيور الأخرى ، أو يعبث في بيضها ، أو يخرب أعشاشها كما يفعل الغراب المستورد في عدن ، وذلك الغراب العربي الأصيل أيضا يستوطن جبل مبدار ، وهو مانشبه أذكى القوم به ، فنقول : فلان ذكي إنه غراب .
   ومن الطيور في الجزيرة العقب ، غير أنني لم أتمكن من رؤيتها لكي أقوم بوصفها ، ولكن حدثوني عن تواجدها في سقطرى ، لكن العقب يستوطن جبل مبدار ، فنحن نودع النهار على إيقاعات صوته الشجي ، ونصحو باكرا على سماع صوته الأكثر تأثيرا من الموسيقا ، ثم نكحل أعيننا صباحا بألوانه البديعة ، إذ تجد منقاره من الأمام شديد الحمرة ومن الخلف شديد السواد ، عنقه من الأمام يميل إلى اللون الأبيض ، يطوق وجهه من الأمام وشاح أسود ، يمر فوق عينيه على حاجبيه ، ينحني ذلك الخط الأسود بطرف منه على خده اليمين ، والطرف الآخر ينحني على خده الشمال ، يلتقيان على صدره أسفل العنق ، وقد شكلا دائرة غير منتظمة تشبه رسم القلب ، لون ظهره وبطنه رمادي ، لكن لون جانبيه مخطط بخطوط سوداء وبيضاء ، إذ تنظر إليه فترى لوحة بديعة على جنبه اليمين ، وكأنها قد صنعت بيد رسام ماهر ، ومثلها على جنبه الشمال ، إنها لاتختلف في شيء على الشملة السقطرية الملونة ، وربما تغيرت الألوان بتغير بيئة الطائر …
   أعزائي القراء انتظروني في سردية أخرى من عالم الطيور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Decoding crypto jargon : key terms every cryptocurrency investing should know. Excellent customer service is essential for any ecommerce business. Basic to intermediate knowledge.