غُصة قصيرة

عدن توداي- كتب: صديق الطيار

أُصِيب زيد بوعكة صحية وأسعف على إثرها إلى مستشفى حكومي في المدينة..
أُدخِل زيد إلى قسم الطوارئ، واستقبله الطبيب المناوب..
قاس الطبيب ضغط زيد وتفقد نبضه، وأخرج من جيبه قصاصة ورق وكتب عليها ثم أعطاها مرافق زيد وأخبره بأن يشتري هذا العلاج من الصيدلية خارج المستشفى..
ذهب مرافق زيد وعاد بعد ربع ساعة وفي يده “دريب” وحقنة.. أضيفت الحقنة إلى الدريب وتم تركيبه لـ زيد..
وبعد دقائق خلص الدريب وبدأ زيد يشعر بتحسن واستعاد بعض نشاطه..
وقبل أن يهم بالعودة إلى البيت وكالعادة أخبر الطبيب زيد أن يعرض نفسه على طبيب باطني في إحدى العيادات المنتشرة في المدينة لأن مختبر المستشفى مقفل منذ فترة لعدم وجود محاليل الفحوصات الطبية..

عاد زيد إلى البيت.. وفي اليوم التالي ذهب إلى إحدى عيادات الباطني، وهناك التقى بالطبيب المتخصص بالأمراض الباطنية الذي سأله عما يشعر ثم طلب منه إجراء بعض الفحوصات خارج العيادة..
وبعد نصف ساعة عاد زيد إلى الطبيب ومعه نتائج الفحوصات.. اطلع الطبيب على نتائج الفحوصات، ثم نزع النظارة من عينيه وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله..
ارتعب زيد كثيراً وقال: خير يا دكتور أيش طلع عندي؟
قال الطبيب بكل ثقة: بصراحة يا والد عندك سرطان..
كاد زيد أن يغمى عليه من هول الخبر، وبالكاد حملته قدماه إلى خارج العيادة، فاتصل بابنه ليأتي ويأخذه إلى البيت..
أحيل زيد إلى المركز الخاص بعلاج مرضى السرطان، وخضع هناك لعدة جرعات كيماوي والتي تسببت بتساقط شعر رأسه ولحيته وشنبه وحواجبه وأجفانه وجميع الشعر في أنحاء جسمه، وتغير منظره تماماً.. نظر زيد ذات مرة إلى وجهه في المرآة فتحسر على حاله، إلا أنه رضي بما كتب الله له..
ساءت حالة زيد النفسية وفقد نشاطه تلقائياً، وترك عمله واعتكف في البيت ينتظر الموت بين أفراد أسرته الذين هم أيضاً تحطمت نفسياتهم بسبب مرض رب الأسرة..
قررت أسرة زيد أن تعالجه في الخارج، فباعت زوجته وبناته ذهبهن، واقترض أبناؤه مبالغ كبيرة من أعمالهم، وتم تقريباً جمع مبلغ السفر والعلاج..
سافر زيد يرافقه أحد أبنائه إلى الهند.. وفي اليوم التالي من وصولهما ذهب زيد وابنه إلى أحد مراكز علاج السرطان هناك والتقيا بطبيب هندي متخصص بعلاج مرض السرطان فأخبره زيد أنه جاء من اليمن لاستكمال علاج مرض السرطان الذي يعاني منه منذ أشهر..
أجرى الطبيب الهندي عدة فحوصات لـ زيد ثم أخبره أن الفحوصات جميعها تؤكد عدم وجود مرض السرطان فيه، وأن صحته الجسدية جيدة جداً..
——-
طلع الدكتور اليمني الذي قال لزيد انه عنده سرطان من طلاب الثانوية الذين تحصلوا على #تسعينات واغتر بالمعدل ودخل كلية الطب وجزع سنوات الدراسة طلفسة ورشاوي وتخرج دكتور عطيلة، وفتح له أبوه عيادة وعمل له لوحة كبيرة مسجل عليها (عيادة الدكتور فلان بن علان).. وفي النهاية نفل شعر زيد وحطم نفسيته ونفسية أسرته.. وحرم زيد من شغله وغرق عياله في الديون، وحرم زوجة زيد وبناته من الذهب..

صديق الطيار