كتب أنور سيول… حي السواحل الحزين
(عدن توداي)
كتب/ انور سيول
ما يجري الآن في حي سواحل الحزين، بمدينة زنجبار، يمعن باستنهاض الهمم العالية، ورفضاً للاعمال السيئة التي حرمها رب العالمين، بقتل النفس البريئة دون وجه حق، والاساءة لهذا الحي الذي عرف بتعايشه مع الجميع، هذه تحيّةٌ متواضعةٌ إلى اهالي حي سواحل، الذي طفت بشوارعه وازقته.
تستحق أنْ تكون داراً لاجتماعِ الأهل، ينبوعاً فائحاً بالخير والبركة، أبا لمَن لا أب له، حلماً لمَن سُدَّتْ في وجهِهِ، أحلامُ الأرض ووعودُ السماء.
واحة عشق لمرضى الروح ومن ضاقت بهم الصدور ، قهوةً لنسائم البحر، منشيّةً للشعراء والجلّاس والمشّائين والتائهين، كرسيّاً للأعمى، ظلالًا لعيون اليتامى، ساحةً لألعابِ الأطفالِ الحفاة، فجراً لمنتظري الفجر، ابتسامةً على شفاةِ العجائز، دعاءً مستجاباً لعليل، مائدة البسطاء، وديعا للقلوبِ المكسورة، أغنيةً لأوجاع المنكوبين، زورقاً وشبكةً صيدٍ ومجذافاً للبحّارة، ومأوى لعابري السبيل.
تستحق أن تكون موطنا للجميع رافضاً للظلم وللقتلة، لباعة الضمائر، للمتاجرين بالكرامات والأعراض.
تستحق يا حي السواحل الحزين، أنْ “تنتقم” لنفسكِ، وأنْ “تثأر”، لتعود لأسلوبَ عيشٍ لعشّاقِ المعنى والحياة والحرّيّة.
وتستحقّين يا مدينة زنجبار، أنْ تعودي مدرسةً لي ولغيري، وللأبناء والأحفاد، ولكلّ مَن يريدكِ تلاحماً، ودرساً، يداً مفتوحة مصدراً للالفة، نسمةَ بحر، نداءَ زورق، منتدى للأفكار والنقاشات والصداقات العتيقة، سوقًا للقلوب المفتوحة، إبريقًا للعطشى، اطلالة شمس، شتاءَ خيرٍ، وربيعًا دائمًا للورد ولعطر الورد ولرائحة الكاذي.
