<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

لا تفلح أمة تهين معلّمها !!

مقال لـ:-   حسين سالم السليماني

المعلّم:
ربى المهندس والطبيب* وكل إنسانٍ تراه.
لولاه عشنا في الجهالة* والشقاء مدى الحياة.
يعتبر المعلّم مترجم الكتب ومفسرها بلغة ـ كل مجتمع يسكنه،والتربية والتعليم الذي يراها البعض انها تسكن بين حيطان المباني وصفحات الكتب فهو واهم ، اذا فقدة منها روح المعلّم،والتي تهوي إليه الافئدة وتنطلق الاجيال بمكارم الاخلاق، مسلحة بالعلم والمعرفة!
لكن اليوم اختفى أهل العدل وغابت روح القوانين في واقع لم نشهد له مثيل،حين غاب ضمير الحاكم!
ونسي ان هناك جيل ينتظر منه كباقي شعوب العالم حق من حقوقه المشروعة،وتجاهل المعلّم ودوره ،بل لم يكتفي بذلك، ووصل الأمر إلى إهانته كشخص!
إن اي دولة لاتوجد فيها الحقوق فليس هناك إلا (( السرقة)) .
وطالما لاتوجد الحقوق الواجبات، لانستطيع ان نطلق إسم الدولة ،حتى وان تبين لنا الهرم المتعارف عليه بين الشعوب أنها دولة؛ لان من يمسك بزمام الأمور يعتبر من يوجهه مجنون،ويعتبر المرشد مع السفهاء،ويعتبر ألامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مزبلة النفايات!
لايريد إلا أن يكون في غيبوبته التي وصل إثرها إلى تناسي المعلّم والتعليم!
إننا نمر بمرحلة الإنحطاط والسقوط… إذا الشعب لم يأخذ هذا الحق الذي لايختلف عليه أحد،حتى رجال النازية كان الاهتمام بالتعليم بدرجة عالية ،والصهيونية كذلك وهي عصابة ،بينما من يحكمنا لم يصل إلى تلك المسميات التي يتشأم منها الافراد والمجتمعات، وحتى الدول التي مرت بحروب لم تهمل التعليم ودورة في بناء الأمة مثل :(اليابان) وما كان عليها من تدمير حتى وصل إلى استخدام سلاح التدمير الشامل (النووي) ضدها.
وهذا دليل واضح اليوم للذين يمسكون بزمام الحكم.
أن مشروع بناء الدولة ومؤسساتها غائب في قاموس ادبياتهم.
ان الموجّه والمرشد والآمر بالمعروف والمنهي عن المنكر ،كلها تتجسد في روح شخص (المعلم)هو من بين كل العمّال في العالم يقف قائماً على قدميه ويؤدي عمله لمن حوله، والكل جلوس يتمتع الكل بالمعارف التي تتدفق من جسد وشخص ثابت على قدميه ،يجرف من بحور العلم، والمعرفة، والثقافة، والمعلومات العامة في حياة البشرية؛ لأمة يرجو منها أن تتسلح بالعلم وترتقي في أعلى مراتب الأمم!
فنجد أن العمّال تتغير مراتبهم ودرجاتهم الوظيفية ،وتتغير حتى نظم حياتهم الاجتماعية والاقتصادية
فمنهم : من ينتقل الى درجات وظيفية تفرض عليه تغيير في نمط حياته،مما يعكسه على من يعول ويصل الأمر حتى إلى تغيير منزله بمايتناسب مع التغير الحاصل…
غير المعلّم في حقل عمله كأنه الفلاح الذي عاش بين الأشجار والنباتات يتعاهدها بالماء ويجرف ما حولها وماقد يصيبها،ويحمل لها الأسمدة التي تعينها حتى تستطيع القيام وتؤدي ما يجب عليها !
فهل سمعتم أن فلاح تغير من سكنه وبستانه؟
أنه المعلّم الذي يدفع من عمره ـ بصره في تدقيق الحلول وتصحيحها.
أنه المعلم الذي يمتلئ سمعه با أصوات التلاميذ والطلاب ،الذي يقبل شكاوى التلاميذ الصغار على جهلها وشقاوة أعمالهم.
وشكاوى المراهقين والشباب بقلب كبير متسع للكل.
أنه المعلّم الذي تسع ذاكرته أجيال المستقبل الذي قدّم نعيم مايحصل لغيره( كالشمع يحترق كيضئ لمن حوله) حتى يبصرون الطريق ويصلون إلى مقاصدهم ،وتحقيق أهدافهم.
فهل يحرم المعلّم ولو من أبسط الحقوق ،دفع مستحقاته؟!
أن الأمم التي تعانق السماء بالمنجزات وطلع أبناؤها النجوم ،وصنع الاقمار الصناعية التي أذهلت العالم،وصنعات انبهر منها العقل البشري؛ كل هذا هو وباختصار شديد أنهم رفعوا من معلمين أجيالهم!
فلاتجد المعلّم: يبع البناديل على الطرقات, أوالماء البارد بين السيارات، أو يجر العربات المحملة بشرائح البطاطس يحوم من خلفه تلاميذه في الأزقة والشوارع،لم تجد المعلّم بتلك البلدان يتسول أو ببحث عن لقمة عيش في زبالة من رباهم!
لاتجد المعلّم يقدّم لك كأس من الشاي أو القهوة في المقاهي والمطاعم وغيرها!
لاتجد المعلّم سائق سيارة تاكسي أو تجده دلال بيوت وارضيات أو بائع أقمشة او أسماك وأ جزار وغيرها!
لاتجد المعلّم بدون أحذية أو ملابس بالية مقطعة!
( وصمة عار على جبين كل من يهمه الامر اليوم قبل غد)
أن الأمة التي تهين من يمسك بالقلم ،هي أمة سلّمت جيلها إلى منكرات تعود عليها بسموم مميته!
أن الأمة التي تهين إسمى الأفراد فيها هي أمة تسير في وحل المجاري البولية التي يغتسل فيها أقبح رجالها الذين يمسكون بزمام السلطة ولا يتحركون قيد أنملة ـ نحو تحقيق الاهداف المنشودة للمجتمع المدني في فتح مدارسهم ،ان العصيان او الإضراب الذي يقع في مؤسسة التعليم وتعطلها لشهور ويحرم التلاميذ والطلاب من حق من حقوقهم في التعليم ،ولم تجد ممن يمسك بالزعامة و يتشدق بها…
هل تاسف احد من اهل السلطة لوقف التعليم ؟
هل اعتذر للمعلمين او المواطنين والتلاميذ والطلاب؟
ان هذا الامر اذا وقع لساعات فقط في بعض الدول ؛ لتنازلت الحكومة كلها؛ لانه اهم قطاع حيوي في المجتمع.ناهيك عن غيره من المرافق.
انها؛ اما غفلة حكام لايعلمون الحكم!
او انهم عصابات المافيا تصفي حسابات لضمان وجودهم!
ولا تعترف بالتعليم وغيره والدليل وقف رواتب شرائح كبيرة في المجتمع،واليوم وقف التعليم وإهانة المعلم[ فاقد الشئ لايعطيه]
وهذا هو الاقرب حين تنظر إلى المؤسسات تغلق تلو الاخرى دون إعلان للجمهور ،كيفية وقفها؟.
كيف لأمة تهين اسمى عمالها ومربين أجيالها؟!!
( وصمة عار…)
لقد أصبح لسان حال المعلّم يقول: لا أستطيع القول بأني معلّم بين افراد المجتمع !
المعلّم ـ فقير…..
اين الحرص على الأجيال ؟
يجب على الشعب ان يعرف اليوم الحق وهو ظاهر ممن يدّعون الحرص على الوطن وهم يمارسون إلا مسؤولية، الحاصلة اليوم من إهمال التعليم والمعلمين.الى جانب شرائح كثيرة في المجتمع.
والإهانة التي يعيشها المعلّم ممن يعاصرونه اليوم ستصبح من صفحات التاريخ السوداء.
ان الغياب الكثير للتلاميذ والطلاب في هذه المرحلة من حياتهم التي اوجبتها كل القيم الإنسانية للتلاميذ والطلاب والشباب ستعتبر من مراحل الانحطاط التي تجاوزتها الشعوب .
وستنعل هذه الأجيال من يمسك بزمام السلطة.
ونحن نعيش مراحل التنوير والحداثة بين الشعوب ،وازدهار التعليم فيها وبناء المعلمين وتأهيلهم ،ولايجد المعلّم التهميش فيها؛ فكلما كانت الدولة مهتمة بالمعلّم كان الإنتاج له قيمته الإيجابية وعلى العكس حينما يهمش المعلّم ويتنقص من دوره يكون الاخراج على قدر العطاء والاهتمام!
ان أعمدة الفساد والانحطاط التي تمارس اعنف موجة يتلقاها الشعب بعد الغلاء المعيشي للمواطن،وتدهور مرافق الصحة العامة للمجتمع ،لم يكتفي هؤلاء من ان تصل أيديهم الملوثة للبيئة والتنمية ،الى حقل التعليم الذي كنا نستبعد كل ما يقال عنه!
واني لأشم رائحة ,كريهة, عفنة, لم يعرفها الشعب من قبل في انقسام المجتمع إلى فئات مطحونة ليس لها حقوق ، واخرى في القمة لها كل الحقوق، وقد يصل الامر حتى إلى القتل من طبقة القمة نحو الطبقة المسحوقة!
وتصبح فئة لها السلطة ولها الوظيفة ؛ لانها تملك المؤهل،وهي من تتصدر قائمة المجتمع،ولها الحق في الحصول على الحقوق وهي محفوظة ومكفولة لها.
كما هو حاصل اليوم ـ المدارس العامة مغلقة ـ والمدارس الخاصة مفتوحة!
فمن لدية القدرات المادية والنفوذ ؛
له ان يعيش بحياة كريمة.
ان غابلية افراد المجتمع لاتستطيع مواكبة التطورات التي تحدث ولا تستطيع مسابقة الطبقة الأولى في المجتمع …
والفئة المطحونة ليس لها إلا الفتات وتعتبر غريبة في وطنها بل تسلب منها الجنسية إذا تطلّب الأمر!
وقد يكون من الطبقات المسحوقة قطعان تجري خلف من ينثر لها ما تقتات عليه .
ولها ان تحرس وتحمي هؤلاء الطغاة وتعمل على سعادتهم دون حقوق تطلبها.
وما السكوت الطويل عن حقوق التلاميذ والطلاب والمعلمين إلّا بداية لفصل من فصول المعاناة التي لانريدها ان تقع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Perfect click – photography learning institute. Ecommerce business : 10 best strategies to attract customers for ecommerce business. So what are you waiting for ? download sonic forces today and start your adventure with sonic and his friends !.