أقف حائراً ومرتبكاً على فاصلة بين زمنين بين زمن لفظ أنفاسه وزمن يطلق صرخة الميلاد.
أقف لا لكي أهنئ أحد أنا الذي رجتني الأحداث العامة رجاً مثل علبة عصير بيد عاطش يعمل بالتنويه المكتوب :
” الرجاء الرج قبل الإستعمال “..فلا علاقة لي بالاحتفالات ولا التهاني، ولست أبلهاً لأحتفي بعام طُحنت فيه بلادي، وحولها الأوغاد إلى “مسحقة” بسباس يسحقوننا على وجهها بكل نذالة، فأبدوا بذلك كما لو أنني محتفل بخرابها.
ولست هنا لأسألكم ماهو حصاد عامكم، ولا ماذا فعلتم في هذا العام الذي مر، بل ما الذي فعله بكم العام وكم حصد من أحلامكم، أسألكم لتفكروا لبرهة من الزمن كي تتذكروا كل مامر بكم كم عزيزاً فقدتم، كم وجعا وقع على قلوبكم، وكم فاجعة حطمت أرواحكم، وكم خاطراً لكم كُسر ولم يجبر ؟؟
ربما فكرتم أن لاتسمحوا لهذا العام أن يصنع بكم ما صنع بكم سابقه. ..!
فخلال الأعوام التي مرت خسرنا الكثير من وطننا، فهل أن الأوان أن لانجعل هذا العام يواصل كيل الخسارات لنا، وصب الخيبات في جرابنا… ؟؟
وكل عام والوطن متعافي، لا يصادره اللئام، ولايتحكم في زمامه خسيس ليس له ذمام.
