<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

منبر الصحافة…المكونات الأساسية في بناء الخبر (14)

عدن توداي:

كتب / انور سيول

حتى نبني خبراً كما تناولناه في المقال السابق رقم (13) فانه من الأفضل أن نركز على الإجابة هذين السؤالين، كيف نكتب المقدمة؟ وكيف ننظم القصة الإخبارية من خلال استعمال الهرم المقلوب؟ وحين نعالج مقدمة الخبر، من الضروري أن نقرر بدايته.

أننا نتعرض لأهم وأخطر جزء في القصة الأخبارية كلها، فهي واجهة الخبر التي يمكن أن تشجع القارئ على الإقبال على قراءته أو الصدود عنها، ويمكن تشبيه المسالة برمتها بزبون يمر أمام محل تجاري، إن أول ما تقع عليه عيناه هو اللافتة، واللافتة في الخبر هي العنوان.

فأن استطاعت اللافتة إيقاف الزبون أمام المحل، فالأرجح أن يتوقف وأن يوجه نظره صوب “فترينة” العرض، أي مدخله او مطلعه الذي يتضمن عادة عينات من محتويات المحل، أو من أهم وقائع الحدث في الخبر، أما موجودات المحل في الداخل فهي تمثل تفضيلات الخبر، والدخول إلى هو قراءة هذه التفضيلات، وعملية الشراء تتويج لبلوغ الرسالة الإعلامية (الخبر) أهدافها المتمثلة بتقبل القارئ لقراءتها كاملة واتخاذه رد فعل سلبياً أو إيجابياً تجاهها، إن بناء المقدمة السليمة يعتمد على معادلة بسيطة تنظم فيها أجوبة الأسئلة الستة بناء على مبدأ الأهمية، والمقدمة الصحيحة هي التي تتضمن أهم هذه الأجوبة ممثلة بذلك ذروة الحدث الإخباري.

ويعني مبدأ الأهمية أن ننظر في الأجوبة الستة ثم نرتبها حسب أهميتها فنستهل المقدمة بذكر الأكثر أهمية فالأقل أهمية، وهكذا، ففي المثال السابق الذي تطرقنا له في المقال رقم (13) لدينا *ماذا* وهي وفاة المهندس ولدينا *من* وهي المهندس، ولوتساءلنا أي الأداتين أهم من الأولى؟ لاعتمد الجواب على جمهور الجريدة وعلاقته بالمهندس، فلو كان هذا المهندس مشهوراً لجاءت المقدمة في صورة تختلف عنها فيما لو كان المتوفى شخصاً مجهولاً.

ولتوضيح ذلك: لدينا الموت هو *ماذا*، والميت *من*، والعلاقة الجدلية بينهما توضح الأهم، فأن كان المهندس غير معروف أكتسب أهمية (إخباريا) من الموت، أما إذا كان مشهوراً فان الموت ( على أهميته الشخصية بالنسبة لكل إنسان) يكتسب جدارته هنا من هوية الميت، على أساس ذلك يمكن أن تأتي المقدمة بالاستهلال الآتي:

توفي مهندس في حادث سير.. على ان يتبع في فقرة لاحقة تحديد هوية المهندس، لكن المقدمة الثانية تأتي في استهلال مختلف: توفي المهندس (فلان)، يتضح مما سبق أن *ماذا* (الموت) في المثال السابق أهم من *من* وأن المهندس اكتسب أهميته الإخبارية من الموت، في حين قد يكتسب الموت أهمية إضافية حين يتصل الأمر بالمشهورين.

وقد لا تكون *ماذا* أو *من* هي الأهم، بل قد تأتي أداة أخرى تفوقها أهمية مثل *كيف* أو *أين* يتسم جواب الواحدة منهما بالطرافة والغرابة غير المألوف، كأن ينتحر شخص بأسقاط نفسه من على برج عالٍ، إن *أين* تتسم هنا بالطرافة تعطيها أهمية إضافية، أو يقع حادث اغتيال بواسطة الإبر المسمومة التي تطلق على الضحايا في الشوارع من أجهزة مركبة في المظلات العادية، وربما جاءت *لماذا* أو *متى* هي الأهم في معيار الناس.

هنا لابد للمحرر أن يراعي الأهم بالنسبة إلى جمهور جريدته وأن يستهل مقدمة قصته الإخبارية بجواب الأهم، أو أن يجعل من هذه الأداة بأساليب اخرى في الكتابة الصحفية، ذروة لقصته، حتى لو لم ترد هذه الذروة في مستهل القصة، لذلك نستطيع ضمن قالب الهرم المقلوب أن ننجز أكثر من 90% من القصص الإخبارية العادية، ويمكن تشبيه تركيب القصة الإخبارية ضمن هذا القالب الذي يتألف من ثلاثة اجزاء هي المقدمة والجسم والخاتمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
The outlook for the india electronics market is positive. Testogen testosterono stimuliatorius. Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click.