<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

حيث لاتوجد كهرباء لاتوجد دولة

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

لم تعد الكهرباء ذلك الشيء الهين الذي يستطيع الإنسان الاستغناء عنه لاسيما في تاريخنا المعاصر ، إذ أصبح الإنسان مرتبطا بالكهرباء ارتباط حياة أو موت ، بل هو لايختلف في شيء عن ارتباط السمكة بالماء ، إذ تموت مباشرة إذا ماتم إبعادها عنه ، وكذلك الإنسان تماما إذا مارحلت عنه الكهرباء . هل تتفق معي في هذا القول يامتعاون؟ربما أتفق معك في شيء منه ، لكن ليس فيه كله ياصديقي . ما الذي لاتتفق معي فيه من أمر الكهرباء يامتعاون ؟ اعلم ياصديقي أن دولتنا الوليدة مازالت في أيامها الأولى ؛ لذلك وجب علينا أن نتكيف مع انقطاعات الكهرباء ، وتحمل سخونة الصيف ؛ لنساعد دولتنا على النجاح لا أن نعمل على إفشالها . اسمع يامتعاون ، الكهرباء لم نعد نعثر عليها إلا ساعتين في النهار ومثلها من الليل ، فكيف يستطيع التكيف مع هذا الوضع ، المرضى ، والطاعنون في السن ، والنساء ، والأطفال ، بل كيف يتكيف مع هذا الأمر ، الطلاب والطالبات ، والمعلمون والمعلمات ، والعاملون والعاملات ، وغيرهم من أبناء هذا الشعب … ؟ أما علمت يامتعاون ، أن الكهرباء أصبحت لاتقل أهمية للإنسان عن أهمية الماء والهواء ؟ دعك المبالغة وتهويل الأمور ياصديقي ؟ فالأمر ليس بتلك الأهمية التي تصورها ياصديقي ؟ بلى يامتعاون ، الأمر بتلك الأهمية أو أكبر ؛ لأن الكهرباء قد أصبحت جزءا من حياتنا ، هي معنا في المطعم والمشرب ، في النوم والصحو ، في العمل والراحة ، في الظعن والإقامة ، نقرأ بها ونكتب ، نصعد بها وننزل ، نطير بها ونهبط ، نعلم كل شيء في كوكبنا بواسطتها ، نتواصل مع القريب والبعيد عبرها ، ولا أرى مايسوغ لك أن تدافع عن الدولة يامتعاون طالما هي لم تضع خدمة الكهرباء على رأس أولوياتها لخدمة مواطنيها ، فضلا عن أن الجميع يعلم يقينا أن عمها جبل ، أليس كذلك يامتعاون ؟ ومع ذلك فقد نست دولتنا أو تناست الخدمات الضرورية التي تمس المواطن ، وعمدت إلى إشغال الرأي العام بأمور لاتمت لحياة المواطن بصلة ، ففي الوقت الذي يحاول فيه المواطن توفير لقمة العيش لأولاده أمام الأرتفاع الجنوني اليومي للأسعار ، وعدم قدرته على مواجهة حرب الغلاء ، نجد يامتعاون استفحال أزمة الكهرباء ، وانقطاعها شبه الدائم ، الأمر الذي يجعل المواطن لا يستطيع إنجاز اي عمل ، فضلا عن المرضى الذين يتساقطون يوميا ، جراء الحر الشديد وغياب الكهرباء . ومشكلة الكهرباء ليست وليدة اليوم بل لها سنوات دون أي حل … صديقي متعاون كي تبني دولة يجب أن تقوم بتقييم لكل مايمس حياة المواطن من خدمات ، ثم تعمل بكل ماأوتيت من قوة لتوفيرها . كذلك يجب أن تكتشف الخلل باكرا لتقوم بإصلاحه ، لكن – مع الأسف الشديد – هذا مالم يحدث إلى يومنا هذا ، فهانحن نعاني من تدهور ملحوظ للكهرباء والماء والعملة الوطنية ، بل الخدمات كلها دون استثناء ، ما يؤثر سلبا على الإنتاج في بلدنا … كما يجب أن تدرك يامتعاون أنه حيث لا توجد كهرباء لا توجد دولة على الإطلاق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
Copyright © 2023 perfect click | powered by perfect click. One of the primary drivers of ott subscription pricing is the tiered structure. Uuigftdyfiu6c6ru76gtgc95cvtyfg ggg gygyutf gygfytfty gfytftf ftftf fytfytf gfyfyt gfytf.